باريس (أ ف ب) – أظهرت دراسة علمية نشرتها مجلة” ذي لانسيت” الطبية أن العلاجات المرتكزة على” التأمل العميق” قد تشكل بديلاً فعالاً عن العلاجات التقليدية المضادة لانتكاسات الاكتئاب.
ويقدر المتخصصون أن ما لا يقل عن نصف الذين سبق أن أصيبوا باكتئاب، يصابون بانتكاسة مرة على الأقل في حياتهم، في حال لم يتابعوا علاجاً وقائياً، وتزداد نسبة الخطر في العامين اللذين يليان الإصابة بالاكتئاب للمرة الأولى، ولدى الأشخاص الذين أصيبوا مرات عدة بهذا الاضطراب النفسي.
والعلاج الوقائي السائد حتى الآن لمنع الوقوع مجدداً في هذه الحالة يتضمن تناول عقاقير مضادة للاكتئاب.
لكن تقنية للتأمل العميق تعرف باسم “مايندفولنيس بايسد كوجنيتيف ثيرابي” تقضي بتركيز الأفكار والمشاعر على الحاضر، تبدو فعالة أيضاً في الوقاية من هذه الانتكاسات.
وكان العديد من الاختبارات العيادية قد أظهر أن هذه التقنية” تقلص بشكل كبير” خطر انتكاسة الاكتئاب، لكن لم يجر من قبل مقارنة فعالية هذه التقنية بالأخرى التقليدية.
أما في هذه الدراسة الحديثة، فقد تبين لمجموعة من الباحثين البريطانيين أن هذه التقنية تشكل “بديلاً للأشخاص الراغبين في الوقاية من الانتكاسات دون استخدام العقاقير”.
وشملت هذه الدراسة 424 شخصاً أصيبوا في السابق بالاكتئاب لثلاث مرات على الأقل، وعولجوا سواء بالتأمل أو بالعقاقير.
وبعد مراقبة لمدة عامين، تبين أن الطريقتين في العلاج كان لهما أثر إيجابي في منع الانتكاسة أو تأخير وقوعها.
وقال الطبيب النفسي والباحث الجامعي، روجر مولدر، تعليقاً على هذه الدراسة التي لم يكن من المشاركين بها “لقد بات لدينا الآن علاج جديد، مقبول التكلفة، ويمكن اعتماده لفئات واسعة من المرشحين للوقوع في الاكتئاب”.