تركيا – إسطنبول – زمان عربي – أجاب الكاتب التركي خلدون هورل، العاشق المتيم بمدينة إسطنبول على السائلين عن كيفية القيام بجولة في مدينة إسطنبول والمعالم السياحية التي يمكن للسائح المحلي والأجنبي أن يبدأ بها جولته بكتاب جديد يحمل عنوان “كيف تقوم بجولة في إسطنبول؟”
والكتاب يقع في 320 صفحة، وهو صادر عن دار “قابي” للنشر. ويعد اختيارًا جيدًا للمولعين بإسطنبول؛ حيث يقدم شرحًا وافيًا وخطة مفصلة عن المدينة، من أولها إلى أخرها.
ويصطحب الكاتب القاريء في جولة تبدأ من شوارع وأزقة المدينة التاريخية، وصولًا إلى برج غلاطة ومنطقة أبي أيوب الأنصاري وأسكودار وجزر الأميرات ومنطقة “بي أوغلو” أي المدينة بأكملها باختصار.
إن أهم سؤال يتبادر إلى ذهنِ مَن يعيشون في إسطنبول أو يمرون بها من مدن أخرى هو من أين أبدأ جولتي. وبصفة عامة، لا يخرج أغلب الناس عن خط السير المعتاد أو الأماكن السياحية الاعتيادية؛ ويظن كثير منا أنه إذا تجول في قصر طوب قابي ومسجد السلطان أحمد ومتحف أياصوفيا ومسجد أبي أيوب الأنصاري، وهي أهم الوجهات السياحية في إسطنبول، إنه قد زار الأماكن السياحية كافة ولم يبق هناك مكان يستحق الزيارة.
بيد أن الأماكن السياحية في مدينة إسطنبول، عاصمة الدولة البيزينطية والعثمانية لمئات السنين، ليست هذه التي يعرفها العامة من الناس فحسب؛ إذ يقدم هورل، العاشق المتيم بإسطنبول، في كتابه، إجابة مطولة على سؤال “كيف أتجول في إسطنبول” وكأنه يتعرض مرات كثيرة لهذا السؤال حيث تجعل هذه الإجابة السائح أو القارئ المولع بالمدينة يندهش من كثرة معالمها الأخرى.
ويبدأ هورل كتابه بشرح تفصيلي عن أزقة وشوارع إسطنبول العابقة بالتاريخ المنعوتة بشبه الجزيرة التاريخية من خلال معلومات دقيقة وممتعة. وتضم الجولة الأولى 16 مرحلة؛ ويبدأ جولته من ساحة “أمين أونو” الواقعة في الشطر الأوروبي من المدينة على ساحل البوسفور، وتمتد إلى أزقة سوق “تخته قلعه” المجاورة للساحة، ثم ينتقل إلى منطقة “سيركجي” ومتنزه “جولخانه” وصولًا إلى ساحة ومسجد السلطان أحمد.
كما يوضح هولر في كتابه سبب مقولته “ها هي إسطنبول!” إذ يقول؛ “على الرغم من أنه كان يطلق على المدينة بأكملها في العصور القديمة، إلا أن إسطنبول الحقيقية أو العاصمة كانت المنطقة التي بقيت في حدود محافظة الفاتح حاليًا أي المنطقة الواقعة بين أسوار القسطنطينية التي تحيط بالمنطقة.
وكانت تعتبر غلاطة وأبي أيوب الأنصاري وأوسكودار مناطق الإدارات الأخرى للمدينة، وكان لكل منطقة قاضٍ بذاته. وإذا كان هناك أحد منكم قد سكن في صغره في أيّ من تلك المناطق، فلا شك أنه كان يندهش عندما يسمع والده وهو يقول؛ “زوجتي العزيزة، سأذهب إلى إسطنبول في وقت الظهيرة”. إلا أنها الحقيقة التي لا يعرفها الكثير منا؛ فإسطنبول كانت عبارة عن شبه الجزيرة التي تحدثنا عنها.
وبعد الجولة الأولى في شبه الجزيرة التاريخية تمتد الرحلة من منطقة الوفاء القريبة من مسجد السليمانية إلى ضريح “الملا فناري” شيخ الإسلام في الدولة العثمانية، ومن هناك إلى منطقة أديرنة قابي حيث أسوار القسطنطينية ثم إلى “فندق زاده”، انتهاء إلى أبواب إسطنبول التاريخية. ويشكل هذا الجزء الأول نصف حجم الكتاب تقريبًا.
ويتناول الكتاب في أجزائه الأخرى الأماكن الخارجة عن أسوار المدينة وصولًا إلى منطقة أبي أيوب الأنصاري. ثم يقدم معلومات ممتعة عن مسجد أبي أيوب الأنصاري والمنطقة المجاورة له المعروفة باسم “بيرلوتي” نسبة إلى الشاعر الفرنسي الذي كان يعيش بالمنطقة وعشقها، وبعدها يتوجه إلى الجزر الموجودة في إسطنبول المعروفة بجزر الأميرات، وهي أربع جزر؛ “قينالي أضه” و”بورجاز” و”بيوك أضه” و”صدف”، ثم يتجه إلى “برج غلاطه” بحي “بي أوغلو”.
هذا وينصح هورل بالتجول في منطقة “بي أوغلو” على جولتين منفصلتين؛ إذ يصطحب القارئ في الجولة الأولى من النفق حتى منطقة “قاره كوي” الواقعة على ضفاف البوسفور، وفي الجولة الثانية يتجول معه في شارع الاستقلال؛ أحد أكبر شوارع المدينة الذي يعج بالسياح والمحلات التجارية والأبنية القديمة.
وتستمر جولة إسطنبول بساحل “روملي” على أربع مراحل؛ ويوصي هورل ببدء الجولة من منطقة قاره كوي – عزاب قابي، ثم من قاره كوي إلى حي بشيكطاش، ومنها المرور بمتنزه أميرجان حيث الطبيعة الساحرة، وصولًا إلى منطقة “إستنيا” حتى “روملي كفاغي” أخر نقطة في مضيق البوسفور في إسطنبول.
وخصص هورل جولة الشطر الآسيوي من المدينة خمس مراحل؛ منطقتي قاضي كوي – بانديك، وقاضيكوي – أوسكودار، تلتهما تشامليجاه الكبرى والصغرى – بولغورلو – دودولو، وأسكودار – تشنجكلكوي، وفاني كوي – بايكوز.
وينهي هورل كتابه بالتعريف بالأماكن الواقعة خارج سور القسطنطينية و54 مكانًا كشرفات تطل على إسطنبول من الأعلى.