إسطنبول (زمان عربي) – تسببت عمليات التصفية التي أطلقتها السلطات التركية في حق آلاف الضباط المتخصصين من الشرطة في إحداث خلل كبير في الآداء الأمني لعدد من مديريات الأمن.
وأصبحت قوات الشرطة عاجزة عن مواجهة مجموعات المافيا والعصابات المسلحة التي بدأت تجوب الشوارع مرة أخرى، مثلما حدث في أعقاب انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997.
وتشير التقارير الأمنية إلى أن مدن شرق وجنوب شرق تركيا، وبخاصة مدينة ديار بكر، شهدت زيادة كبيرة في معدلات الجريمة وحالات السرقة والنشل والاغتصاب.
وتسببت عمليات التصفية التي أطلقتها حكومة حزب العدالة والتنمية ضد آلاف رجال الشرطة في حدوث خلل أمني كبير في المدينة مثلها مثل باقي المدن التركية.
ومن أبرز الحوادث التي شهدتها مدينة ديار بكر، أكبر المدن الشرقية، خلال العام الماضي، عجز قوات الأمن عن القبض على هارب من السجن يُدعى (م. أ)، قام بالسطو على محلين للمجوهرات، وإدارة البريد بالمدينة، بالإضافة إلى إصابة اثنين من عناصر قوات الأمن. حتى أنه بدأ يرسل رسائل تهديد لرجال الأعمال المقيمين في المدينة، بالإضافة إلى تهديد أحد أهم وأكبر عائلات المدينة مطالبا بفدية مليون ليرة. وقال في رسالة التهديد: “إذا لم تنفذوا مطالبي سأقوم بقتل أفراد عائلتكم واحدا تلو الآخر”.
وتسببت رسائل التهديد التي يرسلها المدعو (م.أ) لرجال الأعمال في تدخل عدد من الساسة لمطالبة قوات الأمن والسلطات التركية بالقبض عليه واتخاذ الإجراءات اللازمة حياله.
ولجأت إدارة الأمن العام بمديرية أمن مدينة ديار بكر إلى طريقة مثيرة للقبض عليه؛ وهي تخصيص ميزانية خاصة وتشكيل فريق خاص من قوات الأمن لإلقاء القبض عليه. إلا أنه لم يتم ضبطه حتى الآن.
وتشير تقارير مديرية أمن ديار بكر إلى حدوث زيادة كبيرة في معدلات التهديد والجريمة بالمدينة خلال العام الماضي. ووصل عدد جرائم التهديد إلى 97 حالة خلال العام الماضي، مسجلا زيادة بنحو 83% مقارنة بعام 2013 الذي شهد 53 حالة فقط. بينما سجلت الجرائم ضد الممتلكات الخاصة رقما قياسيا جديدا. وارتفع عدد الجرائم خلال العام الماضي أيضًا إلى ألف و155 جريمة بعد أن كان 467 جريمة خلال عام 2013.
بينما شهدت عمليات القبض على المطلوبين تراجعا كبيرا خلال العام الماضي، مسجلة نحو ألفين و993 حالة، بينما كانت ثلاثة آلاف و960 حالة خلال عام 2013.
الخلل الكبير الذي تشهده المدن الشرقية من البلاد، وحالة الانفلات الأمني تعيد إلى الأذهان فترة تسعينيات القرن الماضي. إذ شهدت البلاد انتشارا واسعا للتنظيمات والعصابات عقب إطلاق السلطات حملات تصفية في حق رجال الشرطة بعد انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997. ولجأت مديريات الأمن في ذلك الوقت إلى تشكيل فرق خاصة من رجال الشرطة لمواجهة معدلات الجريمة التي سجلت أرقاما قياسية. وشهدت البلاد إسقاط 45 تنظيما من بينها: مجموعات علاء الدين تشاقيجي، وسادات بيكير، وسادات شاهين، ومحمد كويمين، ومحمد أوزتيل، وسورمانالي أورهان يلماز، ومجاهد جوزان، وأورهان أصلان أوغلو وغيرها من المنظمات والعصابات الإجرامية.