لندن (زمان عربي) – علقت صحيفة ذي جارديان البريطانية على إصرار تركيا على إقامة حفل بمناسبة الذكرى المائة لحرب جناق قلعة في 24 أبريل/ نيسان الجاري تزامنا مع إحياء الأرمن للذكرى المائة للإبادة الجماعية التي يزعَمون أن أجدادهم تعرضوا لها إبان الحرب العالمية الأولى في شرق الأناضول تحت حكم الدولة العثمانية، متهمة أنقرة بـ”احتقار الذكرى السنوية للأرمن”.
وفي تقرير نشرته الصحيفة بعنوان: “تركيا في موقف مُحْرِج بسبب إبادة الأرمن” ،حمل توقيع الصحفي جون هينيلي ومراسل الصحيفة في إسطنبول كونستانز لتسك. نقلته قناة بي بي سي الناطقة بالتركية، أوضح البروفيسور آيهان أكتار، من جامعة “بيلجي” Bilgi بإسطنبول، أنه لم يندهش من قرار الحكومة التركية حيال ادعاءات الأرمن المزعومة، قائلا: “لقد كانت تركيا طوال 97 عامًا تروج لفكر: “نعم لقد مات عدد من الأرمن، لكن أجدادنا أيضًا قد ماتوا” تعليقا على الأحداث التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى. ويعتبر اختيار تاريخ الاحتفال بالذكرى المائة لحرب جناق قلعة امتدادا لهذا الفكر. إلا أن ذلك يدل على عدم احترام الآخرين، وهو قرار غير موفق”.
وأشارت صحيفة ذي جارديان إلى أنه من المعتاد في تركيا الاحتفال بذكرى حرب جناق قلعة في يوم 25 أبريل/ نيسان من كل عام، بينما كان يوم 24 أبريل/ نيسان يومًا لإحياء ذكرى مقتل أكثر من مليون أرميني إبان الحرب العالمية الأولى، تحت حكم الدولة العثمانية.
وعلق الصحفي أوهانس كيليتش داغي، الكاتب بصحيفة آجوس “Agos” الإسبوعية الصادرة باللغتين التركية والأرمينية، قائلا: “إن ما يقوم به الساسة في أنقرة هذا العام مناورة سياسية غاية في الوقاحة!”.
ولفتت إلى أن الرئيس الأرميني سيرج سركسيان وعدد من المواطنين الأرمينيين في الخارج، مستاؤون وينظرون إلى تركيا بامتعاض لما تعتزم القيام به من احتفالات بالانتصار في حرب جناق قلعة وسط تجاهل مزاعم الإبادة الجماعية للأرمن، بينما فضل من يعيشون في تركيا من الأرمن التزام الصمت وعدم التعليق على الأمر.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان خطاب التعزية الذي نشره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال ذكرى الأحداث العام الماضي، لافتة إلى أنه بهذا كان قد بعث أملا في تحسن العلاقات التركية الأرمنية وذوبان الجليد المتراكم منذ سنين.