إسطنبول (زمان عربي) – تترقب الدول النامية ومن بينها تركيا قرارات البنك المركزي الأمريكي فيما يتعلق بالسياسات المالية وأسعار الصرف بالإضافة إلى القرار المرتقب بزيادة معدلات الفائدة.
وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن الولايات المتحدة قد خرجت من أزمتها الاقتصاية التي عانت منها.
ومن المنتظر أن يبدأ البنك المركزي الأمريكي بتطبيق زيادات جديدة في أسعار الفائدة اعتبارا من شهر يونيو/ حزيران المقبل، الأمر الذي يصفه الخبراء الاقتصاديون والمحللون بأنه جذب للأموال الساخنة من الدول النامية إلى البنوك الأمريكية، مؤكدين أن تلك الخطوة ستتسبب في حدوث قفزات جديدة في أسعار صرف الدولار أمام الليرة التركية بشكل خاص، وعملات الدول النامية بشكل عام.
ومما زاد الأمر تعقيدًا هو ارتباط اقتصادات الدول النامية بالسوق العالمية، بالإضافة إلى اعتمادها على تدفقات الأموال الساخنة لسد عجز الموازنات وموازين المدفوعات والمعاملات التجارية. فحتى وإن كانت محافظ البنك المركزي الأمريكي جانيت يلين، قد أعلنت في وقت مبكر عن اعتزامها اجراء إصلاحات في السياسات المالية ورفع أسعار الفائدة في البنوك اعتبارا من النصف الثاني من العام الجاري، إلا أن الدولار بالفعل يستمر في تحقيق قفزات ملحوظة مسجلا أرقاما قياسية يوما بعد يوم منذ مطلع العام.
في المقابل تفقد بعض العملات الأجنبية ومن بينها الليرة التركية قيمتها أمام الدولار، مشكلة ضغطا كبيرا على الاقتصاد.
وتشير التقارير الاقتصادية حول أسعار الصرف العالمية إلى أن الليرة التركية أكبر خاسر أمام الدولار الأمريكي في فترة 3 شهور ونصف الشهر. فقد شهد سعر صرف الدولار الأمريكي قفزة كبيرة منذ رأس السنة مسجلا 2.7305 ليرة تركية خلال تعاملات الأمس الأربعاء، بعد أن كان 2.34 ليرة تركية مطلع العام. وبهذا تكون الليرة التركية قد فقدت نحو 17% من قيمتها أمام الدولار.
وساهمت الانتقادات التي وجهها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان لمحافظ البنك المركزي وسياساته بقوله: “خفض أسعار الفائدة… فبيع الوطن يتم من خلال أسعار الفائدة العالية”، أيضًا، في تراجع الليرة التركية أمام الدولار الذي يسجل قفزات متتالية بسبب القرارات الأخيرة للمركزي الأمريكي.
بينما جاء الريال البرازيلي في المرتبة الثانية، من حيث فقدان القيمة أمام الدولار الأمريكي، بنحو 13.24%، وجاء الليف البلغاري في المرتبة الثالثة مسجلا تراجعا بنحو 12.32%، ثم الكرونة التشيكي بنحو 11.50%، ثم الليو الروماني بنحو 11.12%، ثم البيزو الأرجنتيني بنحو 4.4%، ثم البيزو المكسيكي بنحو 3.73%.
كما شهدت العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي (اليورو) تراجعًا أمام الدولار الأمريكي، وسجل التكافؤ بين قيمة العملتين تراجعا وأصبح 1.06 خلال تعاملات اليوم الخميس. وتعتبر القيمة الأخيرة التي وصل لها سعر صرف اليورو أمام الدولار الأمريكي أقل من قيمة اليورو خلال العام الأول من ظهورها.