إسطنبول (زمان عربي) – كشفت التحريات حول مراكز القوى لتنظيم داعش عن أن المركز السري الذي أسسه التنظيم للإشراف على إرسال المقاتلين إلى جبهات الحرب في سوريا والعراق تتم إدارته من داخل مدينة إسطنبول التركية.
وتقوم عناصر التنظيم والمقاتلون الجدد بالقدوم إلى تركيا باستخدام جوازات سفر تركية مزورة للإقامة ليلة واحدة في إسطنبول ثم استكمال الطريق إلى سوريا مرة أخرى.
ونجحت صحيفة” ميدان” التركية، التي انضمت مؤخرًا إلى مجموعة زمان الإعلامية، في الكشف عن مركز إصدار جوازات السفر التركية المزورة.
في البداية يتم تحصيل مبلغ 200 دولار ممن يريدون الانضمام إلى صفوف التنظيم من الصين، من منطقة الأويغور ذات الحكم الذاتي، كقيمة رمزية مقابل الانضمام. بعد ذلك يبدأ المواطنون الأويغور الذين حصلوا على جوازات السفر، رحلتهم إلى جبهات الحرب التابعة للتنظيم في سوريا، من خلال الوقوف بالمحطة الأولى تايلاند أو كمبوديا بطرق غير شرعية. ومنها إلى ماليزيا، ثم إلى إسطنبول مستغلين الاتفاقية الموقعة بين البلدين لرفع تأشيرات الدخول (الفيزا) في التنقلات بين الجانبين.
وفي إسطنبول يقيم المحاربون الجدد في أحد المنازل أو الفنادق التي تقوم قيادات التنظيم بتحديدها من قبل، ليومٍ واحد، ثم مواصلة التحرك مرة أخرى إلى المناطق المتاخمة للحدود إستعدادًا للتسلل إلى الأراضي السورية. ومن هناك يتم التسلل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم سواء كانت في سوريا أو العراق.
إرسال جوازات سفر تركية للمواطنين الأويغور
يتم الكشف عن أغلب عمليات التزوير التي يقوم بها العناصر التابعة للتنظيم. ولكن كيف يمكنهم دخول تركيا دون تعرضهم للترحيل من المطار؟
وللإجابة على هذا السؤال توجهنا إلى ” أ.ج” الذي قام بأعمال نورالي .ت، (مندوب التنظيم في إسطنبول) والذي قال: “إن الدولة التركية لديها بعض القوانين السرية من أجل المواطنين الأويغور. وعند اكتشاف عملية التزييف، يتم مصادرة جواز السفر، ثم إخلاء سبيلهم ليدخلوا البلاد”.
يُشرف مواطن أويغوري يُدعى نورالي ت. جاء من الصين إلى تركيا في هيئة رجل أعمال، على أعمال تنقل عناصر التنظيم القادمة من مختلف بلاد العالم منذ عام 2011. وإذا كان الشخص لدية تزكية وقادم من أية دولة أوروبية، يمكنه دخول تركيا باستخدام تأشيرات دخول سياحية. وفي حالة ما إذا كانت عناصر التنظيم قادمة من دول تطبق قوانين وقواعد صارمة على تأشيرات الدخول مثل الصين، فيلجأ إلى طرق غير شرعية للدخول إلى تركيا.
ويقوم “رجل الأعمال” نورالي ت. الذي ينظم تنقلات عناصر التنظيم القادمين من جميع أنحاء العالم وبخاصة الصين، بإدارة عمليات التنقلات من خلال مكتبه الواقع في منطقة زيتين بورنو بالشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول، ويقوم بإرسال جوازات السفر المزورة إلى العناصر القادمة من الصين لتسهيل عملية الدخول إلى تركيا.
50 ألف جواز سفر أرسلت إلى الصين
ويقول “ج. أ” الذي يعمل لصالح نورالي ت. “لقد أنهينا 100 ألف جواز سفر تركي مزور ، أُرسل ما لا يقل عن 50 ألفا منها إلى الصين“، مشيرًا إلى تنظيم داعش لديه نشاط مكثَّف في منطقة الأويغور ذات الحكم الذاتي في الصين، ويتم إرسال جوازات السفر التركية المزورة إلى العناصر الجديدة بالتنظيم إما عن طريق أحد رجال نورالي ت. أو من خلال البريد والشحن.
ويُعرف نورالي ت. الذي يتمتع بعلاقات واتصالات مع شبكات التزييف في تركيا، وبخاصة إسطنبول، بين التنظيمات الإجرامية باسمه الحركي “عباس”.