[lightbox full=”http://”][/lightbox]
القاهرة: (زمان عربي) – نشرت صحيفة” الوطن” المصرية تفاصيل فيلم وثائقي تركي يحمل اسم” أطول يوم في حياة أردوغان”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفيلم أعده مجموعة من الصحفيين الذين قرروا ملاحقة أردوغان بسبب فضيحة الفساد الكبرى التي هزت تركيا في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول 2013 ويروي تفاصيل هذا اليوم العصيب على النحو التالي:
كان يوم 17 ديسمبر من عام 2013 يوماً مفصلياً فى تاريخ تركيا الحديثة، فرئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان الذى يدعى أنه مؤسس الديمقراطية الإسلامية الحديثة فى تركيا، استيقظ على الفضيحة الأكبر التى هزت البلاد فى تاريخها الحديث، بعد أن ألقى القبض على عدد من كبار المسئولين وأبناء الوزراء فى فضائح فساد طالته هو نفسه وأسرته.
لم تكن تلك هى الضربة الوحيدة التى تعرض لها رئيس الوزراء، الذى ينصب نفسه السلطان العثمانى الجديد، وكانت الضربة الأكبر هى نشر مجموعة من التسريبات الصوتية التى تضمنت محادثاته مع نجله وعدد من المسئولين والوزراء، لتؤكد ضلوعهم جميعاً فى أعمال فساد، إلا أن «أردوغان» استطاع تفادى تلك الفضيحة وعزل المسئولين وضباط الشرطة الذين حققوا فى القضية والذين سجلوا تلك المكالمات.
فى تركيا، قرر مجموعة من الصحفيين ملاحقة «أردوغان» من خلال فيلم وثائقى تحت عنوان «أطول يوم فى حياة أردوغان»، يرصد ما دار فى يوم 17 ديسمبر من خلال التقارير والتحقيقات التى أجرتها الشرطة والتسجيلات الصوتية للمسئولين الأتراك، وتنفرد «الوطن» بنشر محتوى الفيلم الوثائقى والتسجيلات المسربة باللغة العربية للمرة الأولى.
فى الخامسة من صباح يوم السابع عشر من ديسمبر عام 2013 بتوقيت «أنقرة وإسطنبول»، بدأ اليوم الأطول فى حياة «أردوغان»، فقد داهمت قوات الأمن المكلفة بالتحقيق فى عمليات الرشوة والفساد، منزل كاجان تشاجلايان نجل وزير الاقتصاد ظافر تشاجلايان وقتها فى منطقة «ينى محله»، لكن المنزل كان مسجلاً باسم أبيه ويتمتع بحصانة، وهو ما دفع الابن إلى الاتصال بوالده سريعاً لإيقاظه من النوم، فاتصل الأب بدوره بوزير الداخلية حينها معمر جولر، الذى نفى علمه تماماً بالواقعة، فاتصل بالمسئولين التابعين له وفوجئ هو أيضاً بالخبر السيئ، فقد كان بيت نجل وزير الداخلية نفسه «باريش» يتعرض للتفتيش أيضاً حوالى الساعة السادسة بتوقيت «إسطنبول»، وحين فتش رجال الأمن الشقة ووجدوا فيها كميات كبيرة من الأموال الأجنبية والليرات التركية مخبأة فى صناديق أحذية.
«أردوغان» طالب نجله بـ«تصفير الأموال».. و«بلال» أخبر والده بأنه تخلص من 20 مليون دولار
فى الوقت نفسه، اقتحم مقر بنك خلق (الشعب) فى منطقة «عطاشهير» وأُلقى القبض على مديره سليمان أصلان مع زوجته. كما كانت هناك عمليات تحرّ وتفتيش فى منزل كل من رجل الأعمال التركى إيرانى الأصل رضا ضراب فى منطقة «كانليجا»، ورئيس بلدية الفاتح مصطفى دمير فى منطقة «الفاتح»، وشركة رجل الأعمال على أغا أوغلو فى «عطاشهير»، بالإضافة إلى مكتب عبدالله أوجوز بايراقدار نجل وزير البيئة والتخطيط العمرانى أردوغان بايراقدار.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%8018-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D9%86%D8%B6%D9%85/” target=”blank” ]تركيا: سفينة جديدة بـ18 مليون دولار تنضم لأسطول عائلة أردوغان[/button]
وكانت عمليات التفتيش يقودها مدير شرطة يدعى رجب جان وانتهت هذه العملية بنقله من منصبه عدة مرات.
فى السادسة والنصف بتوقيت «إسطنبول»، استيقظ مدير أمن إسطنبول حسين تشابكين على صوت اتصال هاتفى من مدير شعبة مكافحة الجرائم المالية يعقوب صايجيلى، حيث قال «صايجيلى» لـ«تشابكين» وهو يشعر بالخجل إن «العملية بدأت دون علمه» وذكر له التفاصيل. وبدأت التحقيقات من قبل النائبين العامين فى «إسطنبول» جلال كارا ومحمد جولجنيش. وكان رجل الأعمال رضا ضراب الرقم الأول بين المتهمين، إذ تبين أنه قدم الرشاوى لأبناء أربعة وزراء لتبييض الأموال وتهريب الذهب. وكانت شعبة الجرائم المالية تخطّط لاعتقال 71 شخصاً فى ذلك اليوم، فاستفسر «تشابكين» قائلاً: «لماذا لم تخبرونى بذلك؟» فأجابه «صايجيلى»: «لو أخبرناك لاضطررت إلى إخبار المسئولين الأعلى مقاماً منك، وحينها ما كنا لنتمكن من إجراء هذه العملية»، فتساءل الأول: «وهل أدلتكم صحيحة وقوية؟»، فجاء الرد قاطعاً: «نعم صحيحة وقوية والمتهمون كانوا تحت المراقبة منذ أشهر، وهناك صور ومشاهد وتسجيلات صوتية لهم أثناء تبادل الرشاوى».
وبعدها بدقائق، دارت مكالمة أخرى بين وزير الداخلية ونجله، حاول من خلالها الوزير الاستفسار عما جرى
لمنزل الابن، وسأل «جولر»: «ماذا يوجد فى شقتك؟»، فأكد الابن أن هناك ما يقرب من تريليون ليرة تقريباً، ولكن المحققين لم يكونوا قد عثروا عليها بعد. وقال «جولر»: «الأغلب أن القضية هى تحقيق فى علاقتك برجل الأعمال ضراب، وعليك أن تقول إن علاقتك به استشارية ولكن بصورة غير رسمية حتى لا تضر سمعتى».
دقائق معدودة تمر، ثم يتصل وزير البيئة والتخطيط العمرانى أردوغان بايراقدار بالمدير العام للتخطيط العمرانى محمد على كهرمان، وقال للمسئولين فى وزارته: «إن استطعتم الهرب فاهربوا»، بحسب ما جاء فى التسجيلات الصوتية القانونية للشرطة. وقال «بايراقدار»: «محمد على، قد تعتقلك الشرطة، فقد اعتقلوا عبدالله وحسين سباهى، ونجل ظافر تشاجلايان فى إسطنبول، وقد يداهمون بيتك قريباً».
«أردوغان» أرسل رجاله إلى المدعى العام المشرف على قضايا الفساد للضغط عليه.. ووزير التخطيط لمسئوليه: إن استطعتم فاهربوا
فى الثامنة بتوقيت أنقرة، كان الرئيس التركى الحالى «أردوغان» فى بيته الواقع فى منطقة «سوباى أفلار»، ووفقاً لبرنامجه اليومى، كان يفترض أن يذهب بطائرته إلى «كونيا» لحضور فعاليات إحياء ذكرى وفاة العالم الصوفى جلال الدين الرومى، لكنه قرر فوراً أن يرسل ابنته «سمية» إلى بيت ابنه «بلال» فى «إسطنبول». وبالفعل جهزت «سمية» نفسها للذهاب إلى «إسطنبول» بالطائرة فى الساعة التاسعة، فاتصلت بأخيها «بلال» لإيقاظه. واستمرت المكالمة 14 ثانية، وبعدها مباشرة رن هاتف «بلال» ثانية فى الثامنة ودقيقتين وكان المتصل هذه المرة والده «أردوغان» ولم يكن بلال قد استيقظ تماماً من النعاس.
تبدأ المكالمة بسؤال «أردوغان» لنجله: «هل أنت فى البيت؟»، فأجابه «بلال»: «نعم يا أبى». فقال «أردوغان»: «نفذوا عملية هذا الصباح. والآن يفتشون بيوت كل من على أغا أوغلو ورضا ضراب وابن أردوغان بايراقدار وابن ظافر». فقال «بلال»: «هلا أعدت ما تقول يا أبى؟»، فرد الوالد: «أقول إنهم يفتشون بيوت 18 شخصاً، منهم ابن السيد معمر وابن أردوغان بايراقدار وعلى أغا أوغلو ورضا ضراب بتهمة الفساد الكبير»، فقال «بلال»: «نعم»، وهو ما دفع الرئيس التركى إلى إصدار أوامره إلى نجله، قائلاً: «أخرِج كل ما فى بيتك. مفهوم؟». فسأل «بلال»: «ما الذى يمكن أن يكون عندى يا أبى. فى الخزانة أموالك فقط»، فقال «أردوغان»: «هذا ما أقصده. ثم أنا سأرسل أختك إليك. مفهوم؟». وأضاف «أردوغان»: «بعد ذلك تكلم مع أخيك الكبير فهو على علم بهذه المعلومات. مفهوم؟»، فرد «بلال»: «حسناً»، ثم قال «أردوغان»: «تكلم مع عمك ليخرج هو كذلك ما فى بيته. وتكلم مع صهرك أيضاً ليفعل نفس الشىء». ورد «بلال»: «ماذا أفعل بهذه يا أبى؟ أين نضعها؟»، فرد «أردوغان»: «ضعها فى أماكن معينة».
وخلال المكالمة ظهر صوت «أمينة» زوجة «أردوغان» تقول: «برات». فقال «بلال»: «وماذا عن برات؟»، فرد «أردوغان»: «هذا ما أقوله. اجتمعوا. وخذ عمك أيضاً، ولا أعرف إن كان عند صهرك ضياء أم لا. مفهوم؟ واتصل بأخيك براق أيضاً. مفهوم؟».
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D9%84%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B9/” target=”blank” ]للمهتمين بتركيا: لماذا يفقد أردوغان شعبيته ؟[/button]
فى الثامنة والنصف من صباح اليوم ذاته، اقتيد المقبوض عليهم فى عمليات التفتيش إلى مكتب المدعين العموم للتحقيق معهم. وفى نفس الساعة خرجت «سمية» ابنة «أردوغان» من منزلها فى منطقة «سوباى أفلار» للذهاب إلى مطار «أسنبوجا» فى «أنقرة». وحين وصلت قاعة كبار الزوار، كانت الساعة التاسعة وكانت حارستها معها، وكان فيها الوزير السابق كوراى أيدين أيضاً، حيث كان فى طريقه إلى «إسطنبول» ومنها إلى «طرابزون». ولاحظ «كوراى» أن «سمية» لا تكلم أحداً وأنها لا تترك الهاتف. فقد كانت تنظر إلى هاتفها وتكتب الرسائل وتتابع الأخبار فقط. وتوجهت الطائرة إلى «إسطنبول» التى كانت تهتز بأخبار الاعتقالات.
فى العاشرة والنصف بتوقيت إسطنبول، كانت «سمية» وصلت إلى «إسطنبول» وتوجهت نحو منطقة «كيسيكلى»، كانت عائلة «أردوغان» تعيش حالة رعب حقيقية. وكانت ابنة رئيس الوزراء إسراء آلبايراق وزوجها برات آلبايراق عند «بلال» فى «كيسيكلى». اتصل «برات» فى الساعة 11 صباحاً بـ«مدد نابى يانيك» الذى يعد ذراعه اليمنى. وقال له إن «هناك أمراً ذا أهمية كبرى. وأرسله لشراء آلة لتمزيق الأوراق بحيث لا يمكن قراءتها فيما بعد». ولما اتصل مدد نابى يانيك ببرات، كانت الشرطة تسجل مكالمتهما. وقال «مدد»: «يا أخى سلام عليكم»، فرد «برات»: «أين أنت يا مدد؟»، فأجابه: «أنا فى المكان الذى أشترى منه آلة تمزيق الورق».
فقال له «برات»: «لا تتجول هناك فذلك المكان غير جيد، ولماذا أبذل أموالى سدى مرة أخرى؟ اشتر شيئاً جيداً أى منتجاً أجنبياً كبيراً»، فرد «مدد»: «حسناً سأفعل، أشترى آلة تمزيق أوراق كبيرة». ودارت تفاصيل المكالمة حول الآلة التى سيشترونها، وطالب «برات» من «مدد» ألا تكون آلة صينية أو منتجاً محلياً «مغشوشاً»، فقال له «برات»: «اشتر آلة جيدة كبيرة وتعال بأقصى سرعة.. بسرعة بسرعة». بعد المكالمة خرج «بلال» و«برات» بسيارة خاصة من البيت الكائن فى منطقة «كيسيكلى». وبقيت «إسراء» فى البيت وجاءت «سمية» الساعة 11 صباحاً. وبدأتا تنتظران آلة تمزيق الأوراق ولما تأخرت اتصلت إسراء بـ«مدد»، ودارت هذه المكالمة بينهما، على النحو التالى.. «إسراء»: «كنت ستحضر الـ.. »، فأجابها «مدد»: «نعم»، فقالت «إسراء»: «لو نضعها فى الطابق السفلى أو فى الطابق الذى أعمل فيه سيكون الأمر جيداً»، وأضافت: «حتى لا نحملها مرة أخرى أنا أعمل فى الأسفل»، ورد «مدد»: «حسناً يا سيدة إسراء.. أنا أحضرت تلك الآلات، ولدينا نموذجان، كنت أود أن أريهما للسيد برات، ولكنه خرج، سأخبره عندما أتصل به وبناء على ذلك سأضع
إحداهما فى الطابق السفلى إن شاء الله». فقالت «إسراء»: «قل لى وأنا سأتصرف أنا سأقرر الأمر»، فرد «مدد»:
«حسنا أنا أتوجه إلى المدخل»، فقالت: «حسناً دلهم على الطابق السفلى.. أنا نازلة أيضاً.. إلى اللقاء».
فى الساعة 11 صباحاً بتوقيت «إسطنبول»، كان من المفترض أن يسافر «أردوغان» بالطائرة مع زوجته إلى «كونيا» الساعة 11، لكن بسبب هذا الظرف الطارئ تأجلت حركة الطائرة مدة ساعة ونصف الساعة. اتصل رئيس الوزراء بنجله بلال فى الساعة 11:17 من «أنقرة»، وتم تسجيل هذه المكالمة الهاتفية الشهيرة. تبدأ المكالمة، «بلال»: السلام عليكم، فيرد «أردوغان»: عليكم السلام، ثم قال «بلال»: الآن اجتمعنا بالـ.. الأخ حسن مع برات، فأنا وعمى نفكر فى الأمر. فقد خطرت على بالنا فكرة جديدة. يقول برات نعطى جزءاً من الأموال ليتصرف فيها كما تصرف فى الأموال الأخرى. طبعاً أنتم تكلمتم فى ذلك الموضوع من قبل. أنفعل ذلك؟ فقد نحل قسماً كبيراً منها بهذه الطريقة. فأجاب «أردوغان»: ممكن، ثم رد «بلال»: حسناً، والقسم الآخر هل نعطيه لمحمد جور ونقول له لأننا شركاء معك فخذ هذه الأموال واحتفظ بها عندك، تستخدمها كلما بدأت مشروعاً؟ وهكذا نقلل الكمية وننقل البقية إلى مكان آخر، فأجابه الوالد: حسناً، وقال «بلال»: حسناً يا أبى؟ سأل «أردوغان»: هل جاءت سمية؟، رد «بلال»: سمية وصلت إلى البيت وستأتى الآن إلى هنا حيث نحن، فقال «أردوغان»: الأفضل أن تفعلوا.. أن تصفروا الأموال كلها، فرد «بلال»: حسناً يا أبى سنحل المسألة إن شاء الله. هل ثمة شىء آخر؟ نعم سنصفرها كلها إن شاء الله.
كانت الساعة حوالى 11:44 بتوقيت «إسطنبول»، كان المدعى العام زكريا أوز هو المشرف على تنفيذ عملية «تشاجلايان»، وهنا فكر رئيس الوزراء فى الاتصال بـ«أوز» لإيقاف التحقيقات. وكان رئيس اللجنة الإدارية للخطوط الجوية التركية حمدى طوبتشو قد اصطحب «أوز» لتعريفه إلى رئيس الوزراء. ولذلك أراد أن يبعث رسالة إلى «أوز» عبر «طوبتشو». وقال ذلك لنجله، فى هذه المكالمة، قبيل صعوده إلى الطائرة المتجهة نحو «كونيا». «أردوغان»: يا بنى سأعود من كونيا إلى إسطنبول هذا المساء، وظهر غد سأعود إلى أنقرة ثانية. استدعوا الآن «حمدى» فقط، فسأله «بلال»: أى «حمدى»؟، فرد الوالد: حمدى.. حمدى، فسأله «بلال»:
«طوبتشو»؟ فأجابه: «طوبتشو»، فقال «بلال»: حسناً. ثم قال «أردوغان»: زكريا مشترك فى هذا الأمر زكريا. إنه مشترك فى هذا الأمر. مفهوم؟، أجابه «بلال»: حسناً. وقال الوالد: وإذا اقتضى الأمر فليقل له «أيها الصديق عليك أن تنهى هذا الأمر اليوم».. فليقل له هكذا، حسناً.. ولكن يبدو أنه يعمل معهم، فرد «بلال»: هو أصلاً منهم عزيزى، ثم سأل: هل لحمدى شىء وشأن عنده؟، أجابه «أردوغان»: هو يعرفه ويتعامل معه هو الذى أحضره إلىّ، فرد «بلال»: ها حسنا يا أبى. وقال «أردوغان»: أو نأتى غداً ونفعل ما ينبغى.. فلنر ماذا سيقرر اليوم، سأله «بلال»: ماذا يا أبى؟، أجابه «أردوغان»: قد يستعجلون فى إحالتهم، يعنى لا يمكن أن نعرف ونتوقع ماذا سيفعل هؤلاء. سأله «بلال»: يحيلون من؟، فرد: المحتجزون، فقال «بلال»: هاا.. للمحكمة نعم. ثم قال «أردوغان»: مدعيان عامان ينفذان المهمة. فرد «بلال»: سأكلم السيد حمدى بعد الظهر إن شاء الله. نلتقى مساءً. عندما قال «بلال» لـ«برات» على الهاتف «لنعطِ قسماً من الأموال لفاروق» كان يقصد عمر فاروق كاليونجى. بعد المكالمة بمدة قصيرة تم التنصت على المكالمة الهاتفية لكل من خاقان أصلان مساعد كاليونجى ومدد نابى يانيك مساعد برات ألبايراق. كانا يخططان للقاء فى أحد الجراجات وكانت المكالمة فى نفس اليوم فى الساعة 11:52 صباحاً.
كانت التحقيقات جارية فى مديرية الأمن، كانت تركيا تتلهف لسماع ما سيقوله رئيس الوزراء. أقلعت طائرة «أردوغان» متأخرة عن موعدها بساعة ونصف الساعة. وهبطت طائرته فى كونيا عند حلول الساعة 1:30 ظهراً.
كان مرتبكاً، وبنبرة صوت مختلفة تماماً عن التى تكلم بها عبر الهاتف أعلن أنه لن يخضع أمام التهديدات، وقال: «لن ننحنى أبداً. أيها الإخوة فليجربوا كل الطرق وليحيكوا ما شاءوا من المؤامرات القذرة.
وأكررها مرة أخرى من هنا من كونيا.. فقد أصبحت الكلمة فى تركيا للشعب والقرار للشعب والسلطة للشعب».
فى الثانية ظهراً ذهب بلال أردوغان بناء على طلب أبيه إلى رئيس اللجنة الإدارية فى الخطوط الجوية التركية حمدى طوبتشو. وطلب اللقاء بزكريا أوز لوقف التحقيقات. واتصل بأبيه ليخبره بالإجابة التى حصل عليها «طوبتشو» عن «أوز»، وكان «أردوغان» لا يزال حينها فى «كونيا». فقال «بلال»: أبى خرجت للتو من عند السيد حمدى سيلتقيان الساعة 6، فرد «أردوغان»: الساعة 6 وقت متأخر، يكون الأمر قد انتهى. فقال «بلال»: إنه لا يعلم بالأمر، ثم إن الملف ممتلئ. قال «أردوغان»: إنه يكذب طبعاً.. يقول إنه لا يعلم ثم يقول إن الملف ممتلئ.. كيف؟. قال «بلال»: هذا يعنى أن الملف وُضع أمامه لا أدرى ما الذى يقصده فى الصباح الباكر؟، فرد الوالد: يقول لا علم له ويقول إن الملف ممتلئ. فأجابه «بلال»: نعم نعم. قال «أردوغان»: هل ذهبت إلى حمدى؟، فأجابه: نعم. فقال «أردوغان»: ليتك ما ذهبت. سأله «بلال»: ماذا أفعل يا أبى؟ لو التقينا فى مكان آخر لكان الأمر سيئاً أيضاً. فرد «أردوغان»: لقد أخطأت.
فى الساعة 3 عصراً انتهى الحفل الذى كان يحضره «أردوغان» فى «كونيا» وأجاب عن أسئلة الصحفيين حتى الثالثة والربع، وقال: «هذه عملية قضائية يا أصدقاء ولا يصح أن أقول شيئاً عنها قبل صدور النتائج وانتهاء العملية».
شراء 6 شقق وتحويل 14 مليوناً لشركة «تشاليك» عن طريق بنك «أكتيف» لتصفير الأموال المشبوهة
وعند الساعة 3:39 عصراً اتصل بـ«بلال»، لكن هذه المرة كان أكثر حذراً. قال «أردوغان»: هل أديت المهام الأخرى التى كلفتك بها؟، فأجابه «بلال»: سنكون أنهينا ذلك مساءً، وانتهى القسم المتعلق ببرات. والآن يبدو أننا سننجز القسم الخاص بمحمد جور أولاً. والقسم الباقى سننجزه عندما يحل الظلام.
«أردوغان»:…..، «بلال»: إن شاء الله. سأل «أردوغان»: ماذا فعلت سمية؟، فأجابه «بلال»: أما سمية.. أخرجتها وأحضرتها وتحدثنا.. وما إلى ذلك. سأل «أردوغان»: هل أنجزت الطرفين؟، رد «بلال»: أظن أنها أعطتها يا أبى.. فقد قالت إنها أفرغتهما كليهما. هل تقصد هذا عندما تقول الطرفين؟، رد «أردوغان»: حسناً انس الأمر. سأل «بلال»: متى ستأتون؟ فأجابه والده: حوالى الساعة 12. وقال بلال: صاحبتكم السلامة، فرد «أردوغان»: لا تتكلموا بالهاتف.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D9%84%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%81%D9%82%D8%AF-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B9/” target=”blank” ]للمهتمين بتركيا: لماذا يفقد أردوغان شعبيته ؟[/button]
فى السابعة مساء بتوقيت «إسطنبول» دعا وزير العدل سعدالله أرجين المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العموم إلى الاجتماع. وكان الهدف هو المدعين العموم الذين يقودون عمليات التحقيق. وعندما كان يتجه «أرجين» نحو العاصمة «أنقرة» كانت قناة «فوكس» تذيع خبراً أن المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العموم يعقد اجتماعاً.
الساعة 11 وخمس دقائق بتوقيت «أنقرة» جرت فيها المكالمة الأهم بين «أردوغان» ونجله، فوصلت طائرة «أردوغان» وزوجته إلى «أنقرة»، وفى طريقه إلى منزله جرى الاتصال. قال «بلال»: الآن يا أبى.. لقد أنجزنا إلى حد كبير. هل أنتم اتصلتم بى؟. رد «أردوغان»: لا، أنا لم أتصل بك، أنت اتصلت. قال «أردوغان»: جاء اتصال من رقم سرى. ثم سأل: ما المقصود من «إلى حد كبير»؟ هل صفرتموها كلها؟. أجابه «بلال»: «لم نصفرها بعد يا أبى.. فثمة مبلغ 30 مليون يورو أيضاً (مبلغ بسيط تبقى بعد إفراغ كل مكان). لم نستطع إخفاءه بعد. تذكرت أن أحمد تشاليك بقى له مبلغ إضافى بقيمة 25 مليون يورو، ويقولون لو أننا نضعها عنده ثم نفعل الـ.. وبالمبلغ المتبقى يمكن أن نحصل على شقة من شهيرزار. ما رأيك يا أبى؟». يُفكر «أردوغان»
ولكن يسمع صوتاً من الأسفل يقول «آى». سأل «بلال»: ماذا يا أبى. فسأل «أردوغان»: هل سمية عندك؟، رد «بلال»: نعم هل أناديها؟، فأجابه: لا، تشابهت علىّ الأصوات ولذلك سألت. قال «بلال»: ها، يعنى نعطى قسماً من المبلغ لتشاليك ونشترى بالباقى شقة من شهيرزار. فرد «أردوغان»: المهم.. تصرف أنت.. ممكن أن نفعل ذلك. سأل «بلال»: هل نفعل ذلك؟ رد «أردوغان»: نعم، افعلها. ثم سأل «بلال»: هل نصفرها تماماً أم نترك لك بعض المال؟، أجابه «أردوغان»: لا تتركوا شيئاً.. لا يكون هذا.. لو حولتم القسم الآخر إلى هناك مع محمد أيضاً. رد «بلال»: نعم لقد أعطيناهم 20 مليون دولار. قال «أردوغان»: الله الله! لو حولتم أولاً ومن ثم عملتم الـ…، سأل «بلال»: كيف أعلم.. هذا ما استطعنا أن نعطيه الآن. أصلاً يستغرق حيزاً كبيراً، ووضعنا قسماً آخر فى مكان آخر، وبعد ذلك أعطينا قسماً للأخ «تونتش». سأله «أردوغان»: هل حولتها كلها لـ«تونتش»؟، قال «بلال»: إلى أين يا أبى؟، فرد «أردوغان»: أقول «تونتش».. هل حولت كلها لـ«تونتش»؟. أجابه «بلال»:
سألوهم وأظن أنهم قالوا يمكننا أن نأخذ 10 ملايين يورو فقط. سأل «أردوغان»: على كل لا تتحدث عن كل هذه الأمور على الـ..، ولو كان بهذه الطريقة، لا تتحدث. رد «بلال»: حسناً، إذن نحن نتصرف ونحل المشكلة. قال «أردوغان»: نعم تصرفوا أنا لن أستطيع المجىء هذا المساء سأبقى فى «أنقرة». قال «بلال»: حسناً.. نحن نتصرف.. لا تقلق.
تبين فيما بعد أنه فى تلك الأيام تم شراء 6 شقق من شركة «تشاليك هولدينج شهيرزار» التى ورد ذكرها فى المكالمة. كما ظهر أيضاً أنه تم تحويل 14 مليوناً و120 ليرة لشركة «تشاليك» عن طريق بنك «أكتيف». وقد ظهر فى عقود شراء الشقق 1-2-3-4-5-6 من المبنى (a) اسم عمر فاروق أكبولوت وهو محامى عائلة «أردوغان» ومخول بالبيع والشراء باسم العائلة.
على الرغم من قدرة «أردوغان» على التنصل ببراعة من فضيحة الفساد، إلا أنه لا يزال إلى يومنا هذا بعد أن بات رئيساً لتركيا، يعانى ويلات ما ظهر فى الفيلم التسجيلى الذى رصد تحركاته ووزرائه ونجله بدقة للتخلص من تلك الأموال، إضافة إلى قدرته على تبرئة المسئولين والوزراء الذين اعتقلوا.