طارق طوروس
في البداية نازع الاتحاد الأوروبي بقوله:”تركيا لا تشحذ على أبواب الاتحاد الأوروبي!”
ثم تحدى العالم قائلا: “لا أكترث بالعزلة في العالم” لكنه كان قبل 3 أو 4 سنوات يحظى باحترام بالغ وكانت تنشر له المقالات في الصحافة العالمية. وكانت صحيفة” نيوزويك” نشرت مقالا لرجب طيب أردوغان تحت عنوان: “رجل أوروبا القوي” وكانت وسائل الإعلام الموالية للحكومة حاليا قد صفقت لذلك.
كتب رئيس الوزراء التركي (آنذاك) في ذلك المقال ما يلي:
– تركيا تمتلك الطاقة الكبرى التي يحتاج إليها الاتحاد الأوروبي.
– أصبحت تركيا لاعبا إقليميا وعالميا من خلال قوتها الناعمة.
– تنتهج تركيا سياسة فاعلة تمتد من البلقان إلى القوقاز والشرق الأوسط.
– هذه السياسة هي رؤية جديدة للنظام العالمي الذي يستند إلى السياسة الحقيقية.
– تركيا بلد صاعد وصامد وهي قوة دولية فاعلة لما تمتلكه من اقتصاد ضخم.
نُشر المقال في يناير/كانون الثاني 2011
وبعد 4 سنوات…
لم تعد هناك سياسة فاعلة ولا رؤية معتبرة…
فلم تعودوا لاقوة عالمية فاعلة ولا لاعبا إقليميا!
وإن أردوغان قد رفض ادعاء “القوة الإقليمية” أثناء زيارته لليابان في السنة الماضية ناهيكم عن “القوة العالمية” حيث قال: “ليس لنا هدف كهذا”.
كل ذلك كان مجرد دعائم:
الديمقراطية
الحريات
مكافحة الانقلابات
القانون واحترام الحقوق
مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
حقوق الإنسان.. وما إلى ذلك…
كل ذلك كان من قبيل: “تمسكنت حتى تمكنت”. أو كان مثلما يقال في المثل التركي:”صبر عليه حتى يجتاز النهر على عاتقه!”
وثمة بعض الاعترافات وإن كانت نادرة:
فعلى سبيل المثال قال أستاذ القانون الدستوري العضو بحزب العدالة والتنمية على قناة خبرتورك التلفزيوينة: “إذا حققتم النظام العام فيمكن تحقيق الحريات في الحياة بكل معنى الكلمة”. ونحن نشكره على صراحته.
أولم يقل أردوغان: “إن بعضهم ينددون بمقتل الطالبة الجامعية أوزجيجان من خلال الرقص. ما هذا؟ أولى لكم أن تقرأوا عليها الفاتحة إن كنتم تحفظونها”
فاتركوا الناس ليندد كل واحد بالطريقة التي يشاء ولا تقيدوا هذا أيضا بالقواعد والمعايير. وإن أبيتم إلا أن تقرأوا الفاتحة فاقرأوها إن شئتم على روح الديمقراطية، والحقوق الأساسية والحريات العامة، والعلاقات الدولية وهدف الانضمام للاتحاد الأوروبي.