أنقرة (زمان عربي) – تشهد تركيا خلال هذه الأيام فضيحة جديدة تنضم إلى وقائع الفساد والرشوة والمحسوبية التي يتم الكشف عنها يوما بعد يوم على الرغم من تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان عن “تركيا الجديدة”.
فقد تم تعيين 7 أعضاء لمجلس إدارة شركة الوقف للترميم والإنشاءات التي تعمل تحت مظلة إدارة الإسكان الجماعي الحكومية (TOKİ) والتي يعمل بها 19 عاملا فقط. ويشير تقرير ديوان المحاسبة التركي، المخول له مراقبة عمل المؤسسات الحكومية، إلى أن مصروفات العاملين بالشركة ارتفعت خلال عام 2013 بنسبة 27% مسجلة 1.5 مليون ليرة تركية.
وتقدم هذه الواقعة نموذجا للتعيينات التي تقوم بها حكومة حزب العدالة والتنمية للأسماء المقربة من الوزراء ونواب البرلمان والمسؤولين في فروع حزب العدالة والتنمية داخل مؤسسات الدولة، فضلا عن دفع مرتبات إضافية للمسؤولين رفيعي المستوى بما لايتفق والقيم الأخلاقية.
ففي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بزيادة عدد أعضاء مجلس الإدارة في بعض الشركات من جانب، يتم استغلال شركات أخرى وهمية لاوجود لها إلا على الورق كوسيلة جديدة لتوفير مرتبات ونفقات للأسماء المقربة من حزب العدالة والتنمية.
ومن بين هذه الشركات شركة الوقف للترميم والإنشاءات التي تعمل منذ ثلاث سنوات في ترميم المباني التاريخية الواقعة في محمية “وحيد الدين” بحي تشينجال كوي بمنطقة أسكودار بالشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول.
وتتكون الشركة من 19 موظفا 10 منهم موظفون إداريون و9 آخرون عمال بالإضافة إلى 7 أعضاء في مجلس إدارتها.
فعلى الرغم من حالة الانكماش الكبيرة التي أصابت الأنشطة التجارية للشركة إلا أنه تمت زيادة أعضاء مجلس إدارة الشركة إلى 5 أعضاء بعد أن كانوا 4 فقط؛ ثم زيادتهم مرة أخرى إلى 7 أعضاء. ويحصل كل عضو مجلس إدارة بالشركة على 3 آلاف و600 ليرة تركية (1.500 دولار) كرواتب إضافية، بجانب رواتبهم الأصلية. ووفقا لتقارير ديوان المحاسبة التركي فإن نفقات العاملين بالشركة ارتفعت خلال عام 2013 بنحو 27%، مسجلة 1.5 مليون ليرة تركية.
يذكر أن الشركة كانت تقوم بأعمال ترميم الأضرحة والجوامع الأثرية في عدد من المناطق منها مدينة إسطنبول، وأدرنة، وطرابزون، ودولة كازاخستان، إلى أن انتهى بها المطاف في السنوات الأخيرة إلى تراجع كبير في حجم الأعمال التي تسند إليها، وأوشكت على ألا يكون لديها أي عمل تقوم به.
ولم يبق للشركة سوى ترميم المباني التاريخية الواقعة في محمية “وحيد الدين” بحي تشينجال كوي بمنطقة أسكودار بالشطر الأسيوي من مدينة إسطنبول منذ ثلاث سنوات.