إسطنبول (زمان عربي) – لايزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل حملات التشويه والافتراء ضد أناس متدينين في البلاد رغم جلوسه على كرسي رئاسة تركيا.
وموخرًا اتهم أردوغان الأستاذ فتح الله كولن وحركة الخدمة التي تستلهم فكره بالعمالة للموساد الإسرائيلي، ولكي تقترب الصورة إلينا بشكل أوضح سنسلط الضوء على بعض الحقائق حتى يتبين للجميع هل كولن أم أردوغان هو الذي يتعامل مع الموساد.
أردوغان يطلب الإذن من إسرائيل
اتهم أردوغان وحزب العدالة والتنمية الأستاذ كولن بالتعامل مع إسرائيل بسبب أحداث سفينة “مافي مرمرة” (مرمرة الزرقاء) في 30 مايو/ أيار 2010، والتي كانت في طريقها لنقل مساعدات إلى غزة وقتلت إسرائيل تسعة مواطنين أتراك كانوا على ظهرها. واستند أردوغان في ذلك إلى قول كولن: “كان يجب الحصول على إذن من السلطات”. إلا أن أردوغان الذي وجه هذه الافتراءات للأستاذ كولن الذي أعلن في كلمة له في 14 أغسطس/ آب 2014 عقب هجمات القوات الإسرائيلية على غزة أن الحكومة التركية طلبت الإذن من إسرائيل لنقل الجرحي الفلسطينيين إلى تركيا، وهو ما يعكس التناقض في تصريحات ومواقف أردوغان وازدواجية المعايير لديه.
أردوغان يدعم عضوية إسرائيل بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
رفضت تركيا منذ سنوات طويلة عضوية إسرائيل في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. بيد أن حكومة حزب العدالة والتنمية تراجعت عن هذا الاعتراض في 11 مايو 2010 ومهّدت الطريق لإسرائيل لكي تصبح عضواً في هذه المنظمة.
أردوغان الزعيم الوحيد الحاصل على جائزة الشجاعة الفائقة اليهودية
أصبح أردوغان الزعيم الأول الذي حصل على جائزة درع الشجاعة الفائقة اليهودية من “AJC” إحدى مؤسسات اللوبي الصهيوني في أمريكا أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية في يناير/ كانون الثاني 2004. وعقب ردة الفعل التي أبداها الرأي العام على هذا الموضوع، أعلنت وسائل الإعلام الموالية لأردوغان في يوليو/ تموز 2014 أن أردوغان الذي يزعم بتعامل الكيان الموازي مع إسرائيل بهدف التعتيم على الفساد سيعيد هذه الجائزة للمؤسسة اليهودية المانحة. إلا أن أردوغان لم يفِ بوعده حتى اللحظة الراهنة ولا تُعرف الأسباب الكامنة في تجنّبه تسليم الجائزة إلى أصحابها.
ماذا كان سيقول أردوغان لو كان كولن هو الحاصل على جائزة الشجاعة؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا كان سيقول أردوغان لو كان كولن هو الذي حصل على جائزة الشجاعة اليهودية هذه؟ وما هو نوع الافتراءات والأكاذيب التي كان سيوجهها أردوغان والإعلام الموالي له المعروف بـ”إعلام الحوض المالي” يا ترى؟
إن كان كولن عميلا للموساد فأين الدليل على ذلك؟
لماذا يعجز أردوغان وأصحاب الإعلام الموالي له الذين لايكفّون عن إطلاق ألسنتهم جزافاً في الافتراءات والأخبار الكاذبة ضد حركة الخدمة والأستاذ كولن يعجزون دائماً عن إظهار وإبراز أية أدلة تؤكد صحة زعمهم هذا؟ فإن كان كولن عميلا كما يزعمون فما الدليل على ذلك؟ وهل يا ترى يمكن ألا يعرف أردوغان – المسلم – الذي يوظّف الشعارات الدينية في السياسة أنه لايمكنه اتهام الناس دون الاستناد إلى دليل وهذا يعتبر افتراءً؟
أليست سياسات تركيا تصبّ في مصلحة إسرائيل دائماً؟
أليست تركيا هي الدولة التي أضعفت كلاً من العراق وسوريا أكبر عدوين في المنطقة لإسرائيل بسبب السياسات التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية؟ ألا تشهد إسرائيل حاليا أقوى حقبة في تاريخها بفضل تركيا؟
لماذا لا يغلق أردوغان جميع المؤسسات الرسمية لإسرائيل في تركيا؟
قامت كل من تركيا وإسرائيل بسحب سفرائهما عقب أحداث سفينة مافي مرمرة إلا أن العلاقات الرسمية بينهما لاتزال مستمرة بدون انقطاع. ولو كان كولن يحاول الإطاحة بحكم أردوغان باعتباره عميلا لإسرائيل – حسب زعم أردوغان – ألا يلزم أن يعطي أردوغان إنذاراً لإسرائيل ويغلق جميع مؤسساتها الرسمية الموجودة في تركيا؟
أردوغان لا يزال في طريقه إلى غزة!
قال أردوغان في أحد خطاباته في نيسان/ أبريل 2013 إنه سيذهب إلى غزة وسيعقد فيها مسيرة جماهيرية كبيرة. إلا أنه مضى ما يقرب من عامين ولم يذهب لغزة أو بالأحرى لم يستطع الذهاب إليها؛ لدرجة أنه بدأ لا يردد أي حديث عن زيارته لغزة مرة أخرى في خطاباته.
لماذا تتعامل سفن أردوغان مع إسرائيل؟
نشرت وسائل الإعلام العديد من الأخبار التي تؤكد أن السفن التي يمتلكها بُراق الابن الأكبر لأردوغان قامت بصفقات تجارية مع إسرائيل. إلا أن أردوغان وابنه لم يستطيعا بأية حال من الأحوال نفي هذه الأخبار. وطالما أن أردوغان يرى إسرائيل عدواً فلماذا يعقد صفقات تجارية معها يا ترى؟!
حجم التجارة مع إسرئيل 9 مليارات دولار
في الوقت الذي كان يترقب فيه الجميع أن تسوء العلاقات بين تركيا وإسرائيل خاصةً عقب أحداث مافي مرمرة، حدث عكس ذلك تماماً وبدأت تتحسن العلاقات التجارية بين البلدين أكثر من السابق. وخير دليل على ذلك هو الطفرة التي تحققت في حجم التجارة بينهما؛ فبينما ارتفعت صادرات تركيا لإسرائيل من 2009 إلى 2014 من 2.5 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار، اجتازت الواردات خلال تلك الفترة حدود الـ 4 مليارات دولار.
جمعية (IHH) مستاءة من موقف الحكومة وأردوغان إزاء إسرائل
وان رئيس جمعية حقوق الإنسان والإغاثة الدولية (IHH) المشرفة على إدارة سفينة مافي مرمرة بولنت يلدريم أعرب عن استيائه الشديد من وصول التجارة البينية بين تركيا وإسرائيل رغم العداوة الظاهرة إلى الذروة في ظل حكومة العدالة والتنمية، وتجنّب هذه الأخيرة تسليم الأوراق الرسمية لمطالبة الشرطة الدولية” إنتربول” باعتقال المسؤولين الإسرائيليين المتهمين بالوقوف وراء عملية اقتحام سفينة مافي مرمرة واستشهاد 9 مواطنين أتراك.