إسطنبول (زمان عربي) – استطاع المنتخب الوطني لكرة القدم بساحل العاج “كوت ديفورا” التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية في دورته الثلاثين التي استضافتها دولة غينيا الاستوائية في الفترة بين 17 يناير/ كانون الثاني الماضي و8 فبراير/ شباط الجاري بعد 23 عاما بتغلبه على خصمه الغاني بضربات الجزاء الترجيحية.
وعلى الرغم من المبارايات الموفقة التي شهدتها البطولة إلا أن الحدث الأكثر بروزا ضمن فعاليات البطولة كان احتفاظ أصحاب البشرة البيضاء بمقعد المدير الفني في كل المنتخبات الوطنية الأفريقية المشاركة في البطولة تقريبا.
إذ يقوم بالتدريب الفني لثلاثة عشر منتخبا وطنيا أفريقيا مدربون أوروبيون من بين 16 منتخب شاركت في البطولة هذا العام. وكانت المرة الأخيرة التي شهدت أغلبية للمدربين الأفارقة هي دورة 2002 للبطولة.
وقال الدنماركي كيم بولين “Kim Poulsen” الذي تولى تدريب المنتخب الوطني التنزاني لمدة ثلاثة سنوات إن النظام القبلي السائد في البلاد الأفريقية واستمرار الفوضى السياسية في البلاد تعد السبب الرئيسي لترجيح الفرق الأفريقية للمدربين الأوروبيين.
ولفت حارس المرمى الكاميروني السابق جوزف أنطونين إلى أن الكرة الأفريقية تعاني من هذه الأزمة منذ سنوات طويلة قائلا: “إن المدربين الأفارقة يتم طردهم فور خروج المباريات بنتائج سيئة في حين يبدون تحملا وتفهما أكثر مع المدربين الأوروبيين الذين يحصلون على رواتب أعلى. ويكون المدربون الأوروبيون الذين يأتون إلى أفريقيا هم من فشلوا في الحصول على فرص في أوروبا”.
المدربون المحليون أكثر نجاحا
إذا نظرنا إلى الدورات الثلاث عشرة الأخيرة من بطولة كأس الأمم الأفريقية نجد أن المدربين الأفارقة نجحوا في الحصول على لقب البطولة 8 مرات. فقد حصل المنتخب الوطني النيجيري في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم عام 2013 على لقب البطولة في ظل تدريب ابن المنتخب ستيفين كاشي. بينما تمكن المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاته من الحصول على لقب البطولة ثلاث مرات متتالية آخرها في العاشر من أغسطس/ آب 2010؛ وحمل المدير الفني المصري محمود الجوهري لقب البطولة أيضًا عام 1998؛ وفي عام 1996 حصل منتخب جنوب أفريقيا على اللقب بقيادة الجنوب أفريقي كلاف باركار؛ وفي عام 1992 تربع ساحل العاج على عرش البطولة بقيادة الإيفواري يو مارتيلاس؛ أمّا عام 1990 فقد كان لقب البطولة من نصيب المنتخب الجزائري بقيادة المدير الفني عبدالحميد كرمالي.
وربط المدير الفني لمنتخب دولة الكونغو الديمقراطية فلورينت إيبينجي الأزمة التي تعاني منها القارة الأفريقية بانعدام الثقة لدى الأفارقة، بينما وصف المدير الفني الأقوى في نيجيريا ستيفين كيشي، استيلاء المدربين الأوروبيين على مقاعد التدريب في القارة السوداء بأنه “الموت التدريجي للكرة الأفريقية”.
وعلى الرغم من كل النجاحات التي يحققها الأفارقة في هذا المجال، إلا أنهم قد يعاملون معاملة غير مرغوب فيها. والدليل الأكبر على ذلك النيجيري ستيفين كيشي. وتمكن كيشي من تأهيل منتخب دولة توجو ببطولة كأس العالم في دورتيه 2004-2008، وطرد قبل عام 2006 بثلاثة أشهر وجاء مكانه الألماني أتتو بفيستر.
كما استطاع كيشي تأهيل المنتخب النيجيري إلى الدور الثاني من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، إلا أنه حصل على مكافأته بالطرد من تدريب المنتخب.
وحصل المنتخب النيجيري على لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2013 بقيادة كيشي، إلا أن طرد كيشي من تدريب الفريق انعكس جليا على أداء الفريق الذي فشل في التأهل للدورة الثلاثين لبطولة كأس الأمم الأفريقية.
والجانب الأكثر إثارة في هذا الصدد هو أن المديرين الفنيين والمدربين الأوروبيين الذين يتولون تدريب المنتخبات الأفريقية هم أسماء عادية في عالم كرة القدم. ويحول المديرون الفنيون الأفارقة وجهتهم نحو الفرق والمنتخبات الأفريقية بعد أن عجزوا عن إيجاد فرصٍ في الفرق والأندية الأوروبية. ومن الواضح أن الفرق والمنتخبات الأفريقية تختار المدربين الفرنسيين والألمان والبرتغاليين أكثر من غيرهم.