تركيا – إسطنبول (زمان عربي)- تزعج التوقعات والمطالب المبالغ فيها وانتشار حالات الطلاق داخل المجتمع الكثيرين ممن يبحثون لأبنائهم عن شريك حياة مناسب للزواج. فالمنصب والوظيفة والمال والجمال وغيرها من الشروط التي يضعها المقبلون على الزواج ويتمنون أن تتوافر في شريك أو شريكة حياتهم تجعل الوسطاء يجدون الأمر صعبا.
ويتجنب الجميع التدخل أو التوسط في موضوع الزواج. الأمر الذي يزعج الأمهات كثيرا ويقلقهن على مستقبل أبنائهن وبناتهن.
لكن روميساء أولميز التي تعمل في هذا المجال كخاطبة نجحت في إتمام 35 زيجة ناجحة دون أن تحدث حالة طلاق واحدة. وربما يكمن سر نجاحها في تخصصها في علم النفس وتطبيقه على المقبلين على الزواج.
وتقوم أولميز بإجراء عدد من الاختبارات والمقارنات على نحو 50 شابا وشابة مقبلين على الزواج ثم تقوم بتحليل شخصية كل منهم. وأوضحت أنها تتجنب التعامل مع الأشخاص الذين يعانون مشكلات بارزة في الشخصية.
وعند سؤالها عما إذا كانت طبيعة عملها هي التي دفعتها للدخول في هذا المجال؟ أجابت بـ”لا”. ولفتت إلى أن والدتها قدرية آيدمير أيضًا ساهمت في إتمام عدد من الزيجات بنجاح وأن نجاحها في إتمام زواج 35 شابا وشابة يشجعها على الاستمرار في مسيرتها بعد الدعاء الذي تحصل عليها من الأزواج والشكر الذي تناله هي ووالدتها.
وأوضحت أولميز أنها ترى الأمر مسألة اجتماعية بقولها: “هناك العشرات من الشباب الراغبين في الزواج ومستعدين لتحمل مسؤولية زوجة وبيت إلا أنهم لم يؤسسوا أسرة بعد. ومن الضروري أن يتم جمع هؤلاء الشباب تحت سقف واحد بزواج سعيد ناجح لتنشئة جيل صالح بعد ذلك”.
زواج بعد فراق 3 سنوات
إن جعبة روميساء أولميز مليئة بالحكايات والقصص. وتحكي لنا قصة مغامرة للقاءين متشابهين. كان هناك شاب وفتاة يربط بينهما الحب لكن حدث ما حدث وأيقنا أنهما لا يصلحان لبعضهما وانتهت العلاقة بينهما بالفعل. بعد ذلك تقابل الشاب مع العديد من الفتيات إلا أنه لم يقدر له الزواج. أما الفتاة فرأت في منامها روميساء أولميز تقول لها: “لا تحزني سيعود إليك مرة أخرى”.
وبعد مرور ثلاث سنوات قامت والدة الفتاة بالاتصال بروميساء أولميز وقالت لها: “إن ابنتنا لاتتقابل مع أحد فإذا كان ذلك الشاب لم يتزوج بعد فهل يمكن لك أن تسأليه؟”. وبالفعل جمعت أولميز بينهما مرة أخرى ولكن هذه المرة لم يغادرا المكان حتى قررا الزواج.
على المقبليين على الزواج ألا يتجنبوا ذكر نقاط ضعفهم والأمراض التي يعانون منها بالإضافة إلى المميزات والجوانب الإيجابية لديهم. فهناك العديد من الحالات ظهر بعد الزواج أن أحد الطرفين يعاني من انفصام في الشخصية (شيزوفرينيا) لم يبلغ الطرف الآخر بها قبل الزواج.
وتوضح أولميز التي تجري دراساتها عن التوافق في الزواج أن نسبة نجاح الزواج بعد أن يتعرف الشاب على الفتاة وقضاء وقت طويل قبل الزواج ضعيفة.
فقد كان في الماضي يقوم الأقارب والجيران بدور الخاطبة لإتمام أي زواج. أما الوضع في وقتنا الحاضر ومع نمط الحياة الحديثة فيشهد تراجعا في دور الخاطبة شيئا فشيئا؛ وحتى وإن كان الأبوان والأهل ينزعجون من هذا الوضع إلا أنهم بدأوا يتأقلمون ويعتادون الأمر يوما بعد يوم. فكل شيئ يبدو وكأنه يسير على مايرام إلى أن تبدأ شكاوي الشباب “ليس هناك أحد مناسب للزواج!”. فحتى وإن كانت طريقة الخاطبة قديمة وعفا عليها الزمن إلا أنها توفر زواجا أطول وأفضل ويلجأ لها أيضًا نسبة لا بأس بها من المواطنين.