أورهان كمال جنكيز
تعتبر كل خطوة يقدِم عليها السياسي ذو الخلفية الإسلامية صحيحة بطريقة “أوتوماتيكية” لأنه يحتكر الدين. كما أن كل ما يفعله يكون “مقدسًا” لأنه يفعل كل شيء باسم الدين.
عندما يطالب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بمنح حزب العدالة والتنمية الأصوات في الانتخابات يقول إن هذا يعتبر “فرض عين” على جميع المواطنين. أي أن التصويت لصالحهم يعتبر من مقتضيات الدين، ليس من أجلهم، بل من أجل الدين، أي أنهم يطلبون دعمهم بالأصوات باسم الدين…
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]تعتبر كل خطوة يقدِم عليها السياسي ذو الخلفية الإسلامية صحيحة بطريقة “أوتوماتيكية” لأنه يحتكر الدين. كما أن كل ما يفعله يكون “مقدسًا” لأنه يفعل كل شيء باسم الدين.[/box][/one_third]وكان نائب بالبرلمان عن حزب العدالة والتنمية قد قال: “حتى لمس أردوغان يعتبر عبادة!”. ويقول آخر قاصدًا وصول الحزب إلى السلطة في تركيا: “لو جاء النبي صلى الله عليه وسلم ورأي هذه النتيجة لشعر بالفخر!”. وهم كذلك يطلقون وصف “الدعوى المقدسة” على حصولهم على الأغلبية التي تمكّنهم من تغيير الدستور في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
هناك مَن يستغل الدين للوصول إلى السلطة
يفترضون أن الله والدين يقفان في صفهم. وكان كل من استغلّ الدين في طريقه للوصول إل السلطة على مر التاريخ قد افترض كذلك أيضًا. وتعتبر هذه الخطوة -في الوقت نفسه – خطوة تقلِب فكرة “الله يدعم البعض” التي قالها الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون رأسًا على عقب…
ففي الوقت الذي كانت فيه الحرب الأهلية مشتعلة في أمريكا، سألوا لينكون: “هل الله في صفكم؟”، فأجابهم: “لا أنشغل بما إذا كان الله في صفي أم لا، بل ما يشغلني هو هل أنا في صف الله أم لا”.
أوصيكم بألا تتصوروا أن الله والدين يقفان في صفكم؛ إذ من الأفضل أن تتخلّوا عن فكرة دعوة الجميع إلى الوقوف في صفكم.
الأموال التي في الصناديق والمحسوبية والمحاباة
غيّروا الأسئلة التي تطرحونها على أنفسكم، واسألوا أنفسكم: “هل نسير فعلًا في طريق الله والدين؟”. فلو نزلتم من درجة “الدعوة المقدسة” التي وضعتم أنفسكم فيها، وسألتم أنفسكم سؤالًا حقيقيًا كهذا ستقشعر أبدانكم لا محالة.
وحينها ستمرّ من أمام أعينكم كمشاهد الأفلام جميع الأموال المخبأة في صناديق الأحذية والتعيينات بالواسطة والمحسوبية وآلاف العمال الذين فقدوا حياتهم في عهدكم بسبب عدم اتخاذ التدابير اللازمة، والشباب الذين فقدوا أعينهم وأرواحهم بسبب نزول تصريحاتكم المتكبرة والمحرضة على رؤوسهم كالرصاص والخراطيش والهراوات، وحادثة قصف أولودره الخاطئ، وكارثة منجم سوما، وجميع عمليات “مطاردة الساحرات” التي نالت من الأبرياء… حينها فقط ستعرِضون عن الحديث باسم الدين والمتاجرة به.
صحيفة” بوجون” التركية