ياموسكورو (زمان عربي) – وجه نائب وزير التعليم في ساحل العاج (كوت ديفوار) جان بول كوهو انتقادا حادا لمحاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإغلاق المدارس التابعة لحركة الخدمة في خارج تركيا والقارة الأفريقية خاصة قائلا إن أفرقيا لا تحتاج لسياستكم وإنما تحتاج للمدارس وخدمة التعليم.
وأضاف كوهو في حديث لوكالة أنباء جيهان التركية: “لقد طالبوا مسؤولي بعض الدول بإغلاق المدارس التابعة لحركة الخدمة في بلادهم. ونحن قرأنا الأخبار التي نشرت في نيجيريا في هذا الصدد”. وتابع: “انظروا لقد بدأت الأصوات تتعالى في أنحاء القارة الأفريقية ردا على جولات أردوغان قائلة: “لا يمكنكم المساس بالمدارس”. لأنهم لاحاجة لهم بسياستكم وإنما يحتاجون للتعليم والمدارس”.
وأوضح أن الطرق السياسية لن تؤدي إلى نتيجة، قائلا: “إن ساحل العاج تأخرت 20 عاما بسبب المشاكل السياسية بعد أن كانت أسرع الدول الأفريقية نموا. فلاتستخدمونا كأداة لسياستكم. والسياسة شغلكم أنتم ومارسوها في أي مكان شئتم”.
مدارس الخدمة ملك لشعب ساحل العاج
وأثنى كوهو على الخدمات التعليمية التي تقدمها مؤسسات شفق التعليمية الدولية في ساحل العاج منذ عام 2006 لافتا إلى أن المؤسسات تضرب بها المثل في النظام التربوي الواجب اتباعه.
وتابع: “إن مؤسسات شفق التعليمية الدولية في البلاد يضرب بها المثل في النظام التربوي المثالي منذ أن بدأت عملها في البلاد. أي أنها علمتنا النظام التعليمي. فلم يفعلوا مثل باقي المدارس الأجنبية التي جاءت وقالت سنعلمكم اللغة الفرنسية أو نظاما تعليميا آخر”.
وأكد كوهو أن مدارس حركة الخدمة الموجودة في البلاد ملك للشعب الإيفوري، قائلا: “إننا لا نرى تلك المدارس على أنها مدارس أجنبية في بلادنا وإنما نراها مدارسنا. فهم ينظمون عددا من الفعاليات والأنشطة بجانب الخدمات التعليمية. وينظمون مسابقات أولمبياد اللغة التركية والرياضيات ولديهم عشرات من المشروعات والبرامج الأخرى”.
ليست مجرد مدرسة وإنما ماكينة مبرمجة على التطوير
ووصف كوهو مدارس حركة الخدمة في البلاد بأنها “ليست مجرد مدارس وإنما ماكينة مبرمجة على تطوير البلاد” قائلا: “إن مثل هذه المؤسسات لا تغلق وإنما يتم دعمها. ونحن أيضًا – مسؤولي التعليم – نقف وراء كل المشروعات والبرامج التي تنظمها مدارس شفق الدولية في بلادنا”.
وأكد أن المدرسين والعاملين بالمدرسة لاينخرطون في السياسة، قائلا: “أعلم جيدا أن المدرسين والعاملين في تلك المدارس لاينخرطون في السياسة ولايحبونها. فهم يقدمون خدمات تعليمية ذات جودة عالية لأطفالنا وشبابنا ويمهدون لهم الطريق ويرسمون لهم المستقبل”.
لماذا يتصرف المسؤولون الأتراك مثل القادمين لنهب البلاد؟
وقال كوهو إنه تعرف على حركة الخدمة التركية بفضل مدارس الحركة في البلاد، مشيرا إلى أن أمثال هذه المدارس لاتوجد في أفريقيا فقط، وإنما في أمريكا، وأوروبا، وآسيا أيضًا. موضحا أن جولات أردوغان لإغلاق المدارس التابعة لحركة الخدمة، في أفريقيا بالخصوص، لها معنى خاص.
وأكد نائب وزير التعليم الإيفوري (ساحل العاج) كوهو أن من حقهم أيضًا الحصول على خدمات تعليمية ذات جودة تعليمية عالية، قائلا: “لقد تعرفت على حركة الخدمة التركية بفضل المدارس التابعة لها هنا. وأعرف جيدا أن لها مدارس في أمريكا وأسيا وأوروبا وليس في أفريقيا فقط. وأنا أرى أن اقتصار جولات أردوغان لإغلاق المدارس التابعة لحركة الخدمة على أفريقيا فقط، دون باقي القارات تفسر نفسها بنفسها. ولكن لماذا يتصرف المسؤولون الأتراك الذين يحاولون سلب حقنا في الحصول على خدمات تعليمية ذات جودة عالية مثل القادمين لنهب البلاد؟”.
من فضلكم لا تقتربوا من مدارسنا؛ إنها ملكنا!
وأشار المسؤول بوزارة التعليم الإيفوراية إلى أن بلاده بحاجة إلى المدارس، قائلا: “إذا كانت نيتهم طيبة، فليأتوا ويفتحوا هم أيضًا مدارس تابعة لهم هنا. فأبوابنا مفتوحة لهم أيضًا. فجامعة النيل التي تم افتتاحها في نيجيريا مصدر لفخرنا جميعا. فقد جاءوا إلينا وضخوا استثمارات في بلادنا وأظهروا لنا الاحترام والتقدير الذي يكنونه لنا. ونأمل أن نرى جامعة أخرى مثلها في بلادنا”.
وتابع كوهو”مارسوا السياسة في أي مكان تريدونه لكن من فضلكم لا تقتربوا من مدارسنا ولا تمسوها بسوء”، قائلا: “إن تلك المدارس مدارسنا. وعلى المسؤولين الأتراك أن يدركوا هذا جيدا”.
تعرفنا على تركيا وأحببناها من خلال مدارس الخدمة
وأوضح كوهو أنهم تعرفوا على تركيا بفضل المدارس التابعة لحركة الخدمة في البلاد، وأحبوها بفضل المتطوعين الذين يقدمون الخدمات دون أي مقابل، وخاطبهم قائلا: “لقد كنتم سفراء كرماء لبلادكم قبل أن يصل السفراء الرسميون إلى هنا. لقد فتحتم سفارتكم عام 2009 لكنكم كنتم هنا قبل ذلك بسنوات. فقد تعرفنا على تركيا وأحببناها بفضلكم”.
وتابع: “أبعث بسلامي وتحياتي للمتطوعين الأتراك الذي ضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل حركة الخدمة“؛ وختم حواره مع وكالة جيهان للأنباء التركية قائلا: “أدعمكم وأقف بجانبكم من صميم قلبي، وأود باسم حكومة بلادنا أن تعرفوا جيدا أننا نقدر أهمية وجودكم في بلادنا”.