برلين (زمان عربي) – تناولت مجلة” Journalist” الألمانية إحدى أهم وسائل النشر لاتحاد الصحفيين الألمان الذي يضم نحو 38 ألف عضو، في عددها الصادر شهر فبراير/ شباط الجاري الانقلاب الذي شنته السلطات التركية على الصحافة الحرة في البلاد وعمليات المداهمات والاعتقالات التي تمت في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014.
وأوضحت المجلة أن السلطات التركية أعلنت الصحفيين العدو الأول للبلاد مشيرة إلى أن الخوف والفزع أصبح جزءا لايتجزء من الحياة اليومية الطبيعية للصحفيين.
وأكدت المجلة أن السلطات التركية لايوجد لديها دليل إدانة يثبت التهم الموجهة للصحفيين المعتقلين في البلاد يوم 14 ديسمبر/ كانون الأول 2014 ومن بينهم رئيس تحرير جريدة زمان التركية أكرم دومانلي، ورئيس مجموعة قنوات سمان يولو هدايت كاراجا، لافتة إلى أن وجود دليل أو عدمه يهم الحكومة أو الجهاز القضائي كثيرا.
وقالت المجلة أن أردوغان شبه حملة الاعتقالات التي تشنها السطات التركية ضد الإعلاميين والصحفيين في الفترة الأخيرة بحملات مطاردة الساحرات التي شهدتها أمريكا في فترة خمسينيات القرن الماضي إبان فترة جوزيف مكارثي.
ونقلت المجلة لقرائها أحداث 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي قائلة: “لقد كان أكرم دومانلي يعرف قرار اعتقاله من قبل عن طريق (فؤاد عوني) أحد المدونين المشهورين على تويتر. وقد كان مثل الأبطال عند اعتقاله وسط الحشود التي تجمعت أمام جريدة زمان رافعين شعارات “لا لإسكات الصحافة الحرة”. وتعتبر جريدة زمان ومجموعة قنوات سمان يولو من أولى وسائل الإعلام التي نشرت الأخبار حول وقائع الفساد والرشوة”.
كما أوضحت المجلة في عددها الصادر في شهر فبراير/ شباط 2015 والمرسل إلى 38 ألف عضوٍ لها أن السلطات التركية لاتمتلك أية أدلة أو مستندات تدين هدايت كاراجا أو أكرم دومانلي في التهم الموجهة لهما بتشكيل منظمة إرهابية وإدارتها، قائلة: “إن حملة الإعتقالات تكشف عن بدء تنفيذ تصريحات أردوغان. ولايوجد أي دليل مادي يستند عليه في التهم الموجهة لكل من هدايت كاراجا وأكرم دومانلي. ولكن على ما يبدو أن وجود الأدلة أو عدمها لا تعني شيئا بالنسبة للقضاء والحكومة”.
وقالت مجلة “Journalist” في تعليقها على أحداث 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها الصحفيين في تركيا معاملة المذنبين أو المجرمين، مؤكدة أن حادث اعتقال هدايت كاراجا وأكرم دومانلي سلطت الضوء على تلك الممارسات. وأوضحت أن الخوف والفزع الذي تثبته ممارسات الحكومة ضد وسائل الإعلام جعل إحساس المراقبة والتتبع جزءا لا يتجزء من الحياة اليومية للصحفيين جميعا، وليس الصحفيون المقربون من حركة الخدمة فقط.