إسطنبول (زمان عربي) – بأسرع مما هو متوقع، غيَّر الأستاذ بكلية الشريعة خير الدين كارامان المعروف بقربه من حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان لهجة انتقاده للحكومة بعد أن عين أردوغان نجله رئيسا لإحدى الجامعات في إسطنبول. وأوضح أن وصف جرائم الفساد بالسرقة خطأ وكذب وافتراء.
وكان الأستاذ خير الدين كارامان، الذي تعرض لانتقادات كثيرة بسبب فتاواه لتأييد أعمال الحكومة وأردوغان، هاجم الحكومة في مقال له الأسبوع الماضي بصحيفة”يني شفق” التركية اليومية. وطالب أردوغان بتطبيق العدل في البلاد. بيد أنه غير لهجته الناقدة للحكومة في مقال جديد له بعد تعيين ابنه البروفيسور محمد إحسان كارامان من قِبل رئيس الجمهورية أردوغان رئيسا لجامعة مدنيت (الحضارة) بإسطنبول. فتجنب وصف جرائم الفساد بالسرقة.
وكان خير الدين كارامان حذر حكومة حزب العدالة والتنمية في مقال له يوم 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعنوان”امتحان أخلاقي لحزب العدالة والتنمية” وقال في مقاله “إن تحذير أحد لا يعني اتهامه أو ادعاء وقوعه في الأخطاء التي يحذَّر منه”. وقال: “لقد كنت قلت في مقالي إن حزب العدالة والتنمية حزب سياسي مثل غيره من الأحزاب السياسية الأخرى وقد يكون بعض من ينضمون إليه يسعون إلى غايات سيئة وأهداف شخضية غير مشروعة. وسوف يضرون بالحزب وأتباعه الأبرياء كنت أريد بذلك أن يتطهر الحزب من هؤلاء. وأود أن أنصح من يسعون لتأويل كلامي ذلك ضد السلطة أو الأشخاص الأبرياء أن ينظروا في المرآة أولا”.
وبعد هذا التوضيح الاضطراري الذي لجأ إليه الأستاذ خير الدين كارامان. قال في الجزء التالي من المقال نفسه: “إن وصف جرائم الفساد على أنها سرقة خطأ وكذب وافتراء وفقا للقوانين العلمانية وقانون الجزاء الإسلامي أيضًا. لكن الفساد كذلك “عيب” و”جريمة”، و”خطيئة”بالتأكيد إلا أن الجريمة تلك ليست ب”سرقة”.
فالجميع يعرف أن رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية أيضًا الآن هدف لمن يطلقون حملات دعاية سوداء مثلما حدث في التاريخ عن طريق الاستمرار في الادعاءات والكذب وإلصاق تهم لم يثبت بعد”.