إسطنبول (زمان عربي) – في الوقت الذي تعاني فيه تركيا من الإجراءات غير القانونية والانهيار الاقتصادي في عهد حكومة أردوغان من ناحية تمر جميع فئات المجتمع من عالم الأعمال والأوقاف والجماعات الدينية باختبارات ومحن عصيبة للغاية من ناحية أخرى.
وعلى وجه الخصوص فإن الأوقاف الدينية التي يزعم أنها تبذل مساعي من أجل زيادة القيم الأخلاقية لدى المجتمع والتدين فيه لكنها للأسف لاتبلي بلاءً حسنًا ولا تحقق نجاحا ملحوظا في هذه العملية. إذ أن الكثير من الأوقاف والجماعات الدينية تتغاضى عن رؤية إجراءات الحكومة المخالفة للدين والخارجة عن القانون أو تفضل ألا تحرك ساكنًا تجاه كل ذلك من أجل الحصول على بعض الريع وتحقيق مكاسب ماديّة من وراء ولائها للحكومة أو من أجل سلامتها من عملية الإقصاء التي تشنها الحكومة على منافسيها.
وهناك جماعة من الجماعات لها تاريخ وماض يربو على نصف قرن من الزمان. ولانريد أن نذكر اسمها نظرا لأن ذلك لايتوافق والمبادئ الأخلاقية إلا أننا سنحاول أن نوضح كيف خدعت شركة قابضة كبيرة تابعة لهذه الجماعة الشعب.
وكانت شركة” إخلاص” المالية “İhlas Finans” الموجودة داخل هذه الشركة القابضة، وهي تعتبر أول مؤسسة في تركيا ساهمت في تأسيس الخدمات المصرفية بدون فوائد، قد جمعت عشرات الملايين من الشعب قبل 15 عاما تقريبا. وعقب بضع سنوات أعلنت “إخلاص المالية” إفلاسها، إلا أن شركة “إخلاص القابضة” التي تضم هذه المؤسسة المالية ضمن مؤسستها واصلت نموها وأصبحت شركة كبيرة، واستطاعت أن تحصل على إيرادات ضخمة في عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم.
كما أصبحت قنوات التلفزيون والصحف التابعة لهذه الشركة القابضة بمثابة بوق في فم الحكومة، وبمعنى آخر المتحدث الذي يدافع عن كل أعمال الحكومة. حيث أنها لا تكتفي بالتغاضي عن كل الأعمال غير المشروعة التي تشهدها تركيا بل تحاول في الوقت نفسه أن تسدل الستار وتواري فساد الحكومة وأعمالها غير القانونية. وما السبب في ذلك؟ كل ذلك من أجل الحصول على أراضي أو عطاءات تعلن عنها الدولة في بعض الأماكن.
لكن ثمة سؤال في غاية الأهمية يجب طرحه في هذا السياق “بعدما تضامنت هذه الشركة القابضة مع الحكومة وأصبحت ثريّة إلى هذا الحد، هل قامت بسداد الأموال التي جمعتها من الشعب قبل سنوات؟”.
قالت سوزان خديجة أوجاق التي باعت منزلها بـ 13 ألفا و500 دولار في عام 2001 وأودعت أمواله في “إخلاص المالية” “İhlas Finans””لا أسامح “إخلاص المالية” ورئيسها أنور أورن (الراحل) في حق أبنائي. ومنذ 14 عاما وأنا أنتظر سداد الأموال التي أودعتها”.
واشترت سوزان وهي أم لثلاثة أولاد شقة من جمعية تعاونية بدعم أقارب زوجها الذي كان يعمل معلما ومات بعد صراعه مع السرطان في 1987 وبثمن قطع ذهبية من حليها. إلا أنها باعت شقتها في 2001 بناءً على اقتراح من خالها. وقامت بإيداع أمواله في “إخلاص المالية””İhlas Finans”. وبمرور الوقت بدأت تعاني الأسرة من مشكلات عديدة خاصةً بعدما قرروا الإقامة في منزل بالإيجار.