دافوس (زمان عربي) – أكد رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران أن السبب الرئيسي وراء تميز التجربة المغربية، في ظل ما يعرفه الوطن العربي من اضطرابات وعدم استقرار، يكمن في تفضيل خيار التعاون على خيار التنازع.
وأضاف بنكيران أمام المنتدى الاقتصادي العالمي” دافوس” في سويسرا: “ حتى وإن كنا جميعا أبناء ثقافة واحدة ونتلو كلام الله باستمرار، لكننا لا نفقهه جيدا، هناك أمران وردا في القرآن الكريم، الأول هو بالتعاون على البر والتقوى والثاني بعدم التنازع، ونحن ( في العالم العربي) تركنا التعاون وذهبنا إلى التنازع، وهذا هو ما نحاول أن نتجنبه في المغرب“.
وأشار المسؤول المغربي في ندوة ضمن فعاليات الدورة 45 للمنتدى حول “تجارب التحول في مناطق العالم العربي” إلى أن العالم العربي تتجاذبه تيارات ثلاثة أساسية هي: تيار التحكم وتيار التشدد وتيار وسطي ديمقراطي مؤكدا أن “لا مستقبل للمنطقة العربية إلا في الاختيار الوسط”.
واعتبر رئيس الحكومة المغربية أن “تيار التحكم الذي يريد أن تبقى الأمور كما كانت وتيار التشدد الذي يريد العودة بنا إلى مرحلة لايمكن أن تعود لها البشرية يحاربان التيار الديمقراطي المعتدل.
وتابع قائلا: “حين يمسك تيار التحكم بزمام الأمور تكون المطالب غير مستجاب لها والمشاعر غير مستجاب لها ويأتي التشدد ليرد على التحكم وحين يصبح التشدد هو المهيمن نعود إلى صور مرعبة من التصرفات التي لايمكن أن يقبلها لا دين ولا منطق خصوصا في هذه المرحلة التي نحن فيها”.
ودعا بنكيران الحكام والمسؤولين في العالم العربي إلى التصالح مع الذات والاعتراف بالتيارات التي تتبنى تصورات وأفكار مختلفة “لابد من إدخالها لابد أن نتصالح مع أنفسنا إذا تصالحنا مع أنفسنا فسيرجع تيار التحكم إلى حدوده وسيبقى تيار التشدد كما كان لكن سيصبح مهمشا وساعتها ستكون لنا مكانة في العالم وسيأخذ بعين الاعتبار مواقفنا”.
كما خاطب رئيس الحكومة المغربية التيارات الإسلامية في المنطقة العربية قائلا: “الذين ينطلقون من المرجعية الإسلامية يجب أن يفهموا أن دورهم هو أن يساعدوا بلدانهم على أن تتقدم وإذا كانوا فقط سيعيدونها على الأزمات فعليهم أن يدركوا أنهم لن يصلحوا للقيادة”.
وقال رئيس الحكومة المغربية إن ثقافتنا مبنية على التفاؤل وأنا شخصيا متفائل بالمستقبل، الأمور ليست سهلة لكن إذا فهم كل طرف دوره الطبيعي والحضاري وهو أن يساهم في تقدم بلده وأمته ومددنا يد المساعدة لبعضنا البعض ستكون الأمور جيدة”.