بقلم: سوجي أكارجشمه – سان فرانسيسكو
يحمي موقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت “تويتر” المعلومات الخاصة بالحسابات المجهولة.
ويقول المهندس التركي إبراهيم أوقويوجو، الذي يعمل في موقع تويتر، إن الشركة المالكة للموقع لاتزوّد أحدًا بالمعلومات الخاصة بهذه الحسابات لأنها “تدعم حرية التعبير إلى أقصى درجة”.
ويرى أوقويوجو أن تويتر يحظى بدعم المجتمع المدني الذي يطالب بالمحافظة على سرية المعلومات.
ويعتبر موقع تويتر الشهير هدفًا لكل من لايريد الشفافية في أي مكان في العالم، وإن كان الموقع قد حظي باهتمام أجندة النقاش في تركيا بعدما أعلنت حكومة حزب العدالة والتنمية الحرب عليه وحظرته لفترة. ولايزوّد الموقع السلطات الأمنية بمعلومات عن مستخدميه طالما لا توجد شبهة جنائية بشأن التعدي على حياة الآخرين. كما يحمي الموقع الحسابات المجهولة في إطار حرية التعبير.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]يحظى موقع تويتر باهتمام كبير؛ إذ يعتبر قناة تواصل مفتوحة، لاسيما في الدول التي تحكمها أنظمة قمعية ومنغلقة.[/box][/one_third]أما نو وليكسر، أحد فريق العمل بالموقع، فيقول إنه لن يقيّم بشكل خاص أي حساب من الحسابات بسبب سياسة الأمن والسرية وأشار إلى أن الموقع لم يزوّد الحكومة التركية إلى الآن ببيانات أيٍّ من مستخدميه.
ولفت وليكسر إلى أن هناك تحديثات مستمرة وتقارير شفافية يعدونها من الموقع؛ إذ توضح هذه التقارير بشكل صريح أي الحكومات تطلب معلومات من تويتر.
وبحسب هذه التقارير، فقد طالبت الحكومة التركية في النصف الأول من العام الماضي بمسح رسائل من خلال 65 حكما قضائيا. كما طلبت معلومات 24 حسابًا على الموقع الذي حظر الوصول إلى 17 حسابًا بسبب الأحكام القضائية.
وأضاف وليكسر أن آخر ما طالبت به الحكومة التركية كان إغلاق الحساب الخاص بجريدة “برجون”. وذكرت إدارة تويتر، في بيان لها، أنها حظرت الوصول إلى حساب الجريدة على الموقع لأسباب تتعلق بالأمن القومي وردت في حكم المحكمة الخاص بجزء صغير فقط من أكثر من 60 ألف تغريدة نشرتها الصحيفة، مشيرة إلى أنها “ستسعى لحماية حقوق مستخدميها في تركيا”.
وقال المهندس التركي إبراهيم أوقويوجو، أحد مسؤولي فرق تنمية تويتر، إن الشركة المالكة للموقع لاتزوّد أحدًا بمعلومات تخص هذا النوع من الحسابات المجهولة انطلاقًا من مبدأ “حماية حرية التعبير إلى أقصى درجة”. وألمح إلى أنهم يتلقّون الدعم من منظمات المجتمع المدني التي تطالب بسرية المعلومات بسبب العقلية التي تعتبر من القيم الأساسية لتويتر.
وأشار أوقويوجو إلى أن موقعهم يحظى بثقة كبيرة في هذا الإطار، وذلك في حوار خاص أجرته معه صحيفة” زمان” من مقر تويتر في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]يعتبر تويتر “خزانًا كبيرًا” للمعلومات خصوصًا وأن هناك 300 مليون مستخدم حول العالم ينشرون تغريدة واحدة على الأقل عبر الموقع شهريًا.[/box][/one_third]وسرد أوقويوجو مثالًا عن اعتقال الشرطة الأمريكية في لوس أنجليس أحد مستخدمي تويتر بعدما نشر تغريدة قال فيها “سأضرب شخصًا يسير في الشارع إذا أعدتم التغريدة لمائة مرة. ولفت المهندس التركي إلى مثال آخر؛ إذ لم يزوّد تويتر أحدًا بمعلومات تخص مستخدما كان يقدّم بلاغات عن عصابات تهريب المخدرات في المكسيك، وبالرغم من ذلك استطاع بعض القراصنة الإليكترونيين الاستيلاء على ذلك الحساب، كما قتلت إحدى عصابات تهريب المخدرات السيدة صاحبة الحساب.
تويتر يقاضي الحكومة الأمريكية
بيد أن الطلبات والضغوط الممارسة على تويتر لاتأتي فقط من الحكومات الأجنبية. فالحكومة الأمريكية كذلك لاترغب في نشر كم من المعلومات التي طلبتها من إدارة تويتر لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وقد رفعت إدارة الموقع دعوى على الحكومة الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تحت زعم أن نشر هذه المعلومة يعتبر “حقًا دستوريًا”.
ويحظى موقع تويتر باهتمام كبير؛ إذ يعتبر قناة تواصل مفتوحة، لاسيما في الدول التي تحكمها أنظمة قمعية ومنغلقة.
حسنًا، لماذا يتمتع تويتر بشعبية كتلك التي يتمتع بها في دولة لا تعاني نسبيًا من مشاكل تتعلق بحرية الإعلام كالولايات المتحدة؟ سبب ذلك، حسبما يرى أوقويوجو، أن التعبير عن الرأي يعتبر “احتياجًا أساسيًا بالنسبة للبشر”. فيوفر تويتر مجالا للتواصل بشكل متساو للجميع، وهو ما يضمن “مغامرة” عالمية.
وأضاف: “تويتر يساوي بين الجميع، فيمكن لأي شخص أن يلقي السلام مثلا على شخصية مشهورة كالمغني الكندي جستن بيبر”. ولفت إلى أن تويتر يعتبر “أداة دبلوماسية”.
وكان مؤسس تويتر جاك دورسي قد وجّه سؤالًا إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني قال فيه: “هل يستطيع الناس في إيران قراءة تغريداتكم؟”، فلم يرد عليه روحاني إلا عبر تغريدة نشرها من خلال تويتر أيضاً. ويعتبر هذا النموذج من النماذج التي أظهرت تأثير هذه “المغامرة المثيرة”.
ويقول أوقويوجو إن “الأخبار أصبحت تولد وتنتشر عبر تويتر”. وتعلن العديد من المواقع الإخبارية عن الأخبار مع إظهار التغريدات على تويتر كمصدر للخبر.
ويعتبر تويتر “خزانًا كبيرًا” للمعلومات خصوصًا وأن هناك 300 مليون مستخدم حول العالم ينشرون تغريدة واحدة على الأقل عبر الموقع شهريًا.