بيروت (رويترز) – قالت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني إن غارة نفذتها طائرة هليكوبتر إسرائيلية في سوريا أمس الأحد قتلت مسؤولا عسكريا في حزب الله وإبن القائد العسكري السابق للحزب عماد مغنية في ضربة معنوية لحزب الله قد تؤدي الى عمليات إنتقامية.
وقالت مصادر لبنانية إن الهجوم الصاروخي إستهدف موكب جهاد مغنية بمحافظة القنيطرة السورية بالقرب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل ما أسفر عن مقتل خمسة أعضاء أخرين من حزب الله.
يأتي الهجوم بعد ثلاثة أيام من قول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنه يعتبر الهجمات الإسرائيلية المتكررة في سوريا بمثابة عدوان كبير وأن سوريا وحلفاءها لهم الحق في الرد.
واستهلت قناة المنار التابعة لحزب الله نشرة أخبارها المسائية قائلة إن “اسرائيل تلعب بالنار وإن جنون العدو من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد تدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل الشرق الاوسط برمته على المحك.”
وكان حزب الله قد خاض حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل في عام 2006 وأطلق آلاف الصواريخ التي ضربت العمق الاسرائيلي.
وأحجم الجيش الإسرائيلي عن التعقيب لكن موقع واي نت نيوز الإسرائيلي نقل عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن الهجوم استهدف “ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل”.
ولم يتضح على الفور ما هو دور جهاد مغنية وهو في العشرينيات من عمره في القتال في سوريا.
وأعرب نبيل بو منصف وهو محلل وكاتب عمود في جريدة النهار اللبنانية عن اعتقاده بأن الغارة كانت ردا مباشرا على كلام نصر الله وقد تؤدي الى رد عنيف.
وقال لرويترز “فوجئت بأنهم قاموا برد عملاني على خطابه. أول مرة يرد الاسرائيلي على خطاب … الخطير بالأمر هو مقتل ابن عماد مغنية وهذا امر خطير جدا ولا اعتقد ان الحزب يستطيع السكوت بعد الان.”
وقالت مصادر محلية إن قوة تابعة للامم المتحدة كثفت دورياتها على الحدود بين لبنان واسرائيل مساء الاحد.
واتهم حزب الله اسرائيل عام 2008 باغتيال قائده العسكري عماد مغنية في دمشق وكان على قائمة الولايات المتحدة لأكثر الأشخاص المطلوب القبض عليهم لدوره في هجمات على أهداف إسرائيلية وغربية. وتنفي اسرائيل أي تورط في الاغتيال.
ولم تذكر قناة تلفزيون المنار التي يديرها حزب الله أي إشارة إلى مغنية لكنها قالت إن الحزب أكد مقتل مجموعة من مقاتليه اثناء تفقدهم منطقة في القنيطرة. وأضافت أن حزب الله سيعلن اسماء القتلى في وقت لاحق يوم الأحد.
وتشهد القنيطرة قتالا شرسا بين قوات موالية للأسد ومسلحين بينهم مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة. وقال التلفزيون السوري ان ستة اشخاص قتلوا في الهجوم واصيب طفل من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.
وأغارت إسرائيل على سوريا عدة مرات منذ بدء الحرب الأهلية وغالبا ماكان القصف يستهدف تدمير أسلحة مثل صواريخ قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت في طريقها إلى حزب الله العدو القديم لإسرائيل.
وقالت سوريا الشهر الماضي إن طائرات إسرائيلية قصفت مناطق بالقرب من مطار دمشق الدولي وفي بلدة الديماس بالقرب من الحدود مع لبنان.
وقال نصر الله يوم الخميس “القصف المتكرر الذي حصل على أهداف متنوعة في سوريا هو خرق كبير… ونحن نعتبر أن ضرب أي أهداف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة وليس فقط استهدافا لسوريا”.
وردا على سؤال عما اذا كان “محور المقاومة” يمكنه ان يتخذ قرارا بالرد قال “نعم قد يأخذ قرارا من هذا النوع… يمكن لهذا المحور ان يرد. هذا أمر مفتوح وقد يحصل في اي وقت”.
وأضاف “أحدا لم يقدم التزاما بأن الاعتداءات على سوريا ستبقى من دون رد هذا حق محور المقاومة وليس حق سوريا فقط…لكن متى يمارس هذا الحق؟ هذا خاضع لمعايير ستؤخذ بالاعتبار”.
وتعتبر ايران وسوريا وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية انها في “محور المقاومة “ضد اسرائيل.