سلجوق جولطاشلي
اتصل بي صديق فرنسي مسلم من فرنسا وقال لي: “نحن نحاول ألا نُخرج أولادنا من البيت في هذه الليلة. لأننا قلقون جدا”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]كما أن هناك بعض المسلمين الذين يسيئون للإسلام فهناك بعض العنصريين الذين يخافون الإسلام ويتحينون الفرص من أجل الإساءة للإسلام والمسلمين.[/box][/one_third]قُتل 12 شخصاً في هجوم على مجلة شارلي إيبدو الساخرة ما تسببت بموجات غضب إثر نشرها رسوماً كارياتورية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكان أحد المهاجمين عندما رأى شرطيا أسرع إليه وأطلق رصاصة على رأسه وعاد إلى سيارتهم وهو ينادي: “انتقمنا لرسول الله (ص). الله أكبر” ماتسبب في قلق المسلمين الفرنسيين من الخروج إلى الشوارع ووضع كل المسلمين في أوروبا ضمن دائرة الاشتباه.
وحين نشرت صحيفة” يولاندس بوستن” الدانماركية في 30 سبتمبر/ أيلول 2005 رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول عليه السلام بدأت الحوارات بين المثقفين الذين أكدوا إثارة هذه الرسوم لحساسية المسلمين وقال كثير من الناس إنه لا يمكن أن تُعتبر الإساءة حرية رأي مخاطبين الرأي العام بأساليب مقنعة. وكما أن هناك بعض المسلمين الذين يسيئون للإسلام فهناك بعض العنصريين الذين يخافون الإسلام ويتحينون الفرص من أجل الإساءة للإسلام والمسلمين. حتى إنهم حذَّروا من أن تكون عاقبة المسلمين في أوروبا كعاقبة اليهود في الثلاثينيات.
بل إن السفير الأمريكي السابق للحريات الدينية صرح بأن المحرقة اليهودية بدأت بالرسوم الكاريكاتورية أيضا. ولكن كل هذه الأصوات اختفت مع بدء المتشددين بأعمال العنف بحجة الدفاع عن الإسلام. وكان المثقفون الذين دعموا الإسلام والمسلمين في الحوارات الثقافية قد اضطروا إلى الصمت بعد إراقة الدماء في الاحتجاجات.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]لا حدود لنظريات المؤامرة. فقد لانتمكن من معرفة المخططين للهجوم على شارلي إيبدو ولكننا متأكدون دون أي شك من أن هناك جماعات مريضة تدعي أنها مسلمة وأنها لا تحيد قيد أنملة عن أحكام القرآن وأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه الجماعات المريضة ترتكب أشنع الجرائم باسم الإسلام. وأولا يجب على المسلمين أن يواجهوا هذه الجماعات وهذه العلة وأن يحاسبوهم.[/box][/one_third]وكان الألمان قد عارضوا بشدة حركة “بيجيدا” المناهضة للإسلام والتي انتشرت بسرعة في ألمانيا حتى إنهم نزلوا إلى الشوارع وتكاتفت أوروبا بأسرها لحماية المسلمين. وفي هذه الأوقات ومثل هذه الظروف حدثت مجزرة شارلي إيبدو.
ولن أتمسّك بالنظريات الساذجة التي تدعي بوجود “مؤامرة، مشروع، خطة كبيرة” وراء الهجمات مع أنه لاتزال – مع الأسف – هناك صحف تتبنى مثل هذه النظريات والسيناريوهات. لا حدود لنظريات المؤامرة. فقد لانتمكن من معرفة المخططين للهجوم على شارلي إيبدو ولكننا متأكدون دون أي شك من أن هناك جماعات مريضة تدعي أنها مسلمة وأنها لا تحيد قيد أنملة عن أحكام القرآن وأخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه الجماعات المريضة ترتكب أشنع الجرائم باسم الإسلام. وأولا يجب على المسلمين أن يواجهوا هذه الجماعات وهذه العلة وأن يحاسبوهم.
ونحن لانتردد في التنديد والإدانة الشديدة لهذه الهجمات على صحيفة شارلي إيبدو- دون اللجوء إلى أي قيود احترازية لتبريرها- والتي راح ضحيتها 12 شخصاً بينهم مصطفى عرّاد العامل في الصحيفة وأحمد مرابط الشرطي الذي أُطلقت على رأسه الطلقة. ويجب ألاّ يغيب عن أذهاننا أن المسلمين هم مَن سيدفعون ثمن ذلك سياسياً. وستزداد المخاوف العنصرية من المسلمين وستنتشر الإسلاموفوبيا في كل القارة الأوروبية وسيصبح كل المسلمين مشبوهين فيها.