إسطنبول-تركيا (زمان عربي) – تواجه شبه الجزيرة التاريخية الواقعة بين حي “الفاتح” في الشطر الأوروبي من مدينة إسطنبول التي تعتبر أكثر المناطق جذبا للسائحين تهديدا من قِبَل عصابات المافيا.
وأعرب العاملون في قطاع السياحة في أشهر الأماكن التاريخية وعلى رأسها السلطان أحمد وأياصوفيا وأمين أونو عن معاناتهم من شبكات المافيا الإجرامية التي تتزايد أعدادها في الفترة الأخيرة.
ويلفت العاملون في قطاع السياحة إلى أن الجرائم المتصاعدة يوميًا في المنطقة تشوّه صورة تركيا حيث يقولون إنهم يجدون صعوبة في العمل بسبب عصابات المافيا.
ونشطت عصابات المافيا بدرجة ملحوظة وبدأت ترتكب العمليات الإجرامية بسهولة خاصةً بعد حملات التصفية التي شنّتها حكومة حزب العدالة والتنمية والتي طالت الآلاف من رجال الشرطة المحنكين في مديرية الأمن عقب التحقيقات في أعمال الفساد والرشوة في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
وتبدو جرائم المافيا الثلاث التي أرتُكبت خلال 10 أيام في إسطنبول هي الجزء الظاهر من جبل الجليد وهناك جسم كبير غاطس آخر لم يره أحد بعد. فضلا عن الشكاوى الكثيرة لأرباب الحرف المتضررين من قيام شبكات الجرائم التنظيمية بإزعاج السائحين المتواجدين في منطقة السلطان أحمد.
ومن الملاحظ أن أعداد صائدي السائحين أو الباعة الذين يحاولون إقناع السائح وجذبه للمحال تزايدت بمرور الأيام وبدأوا يتبعون أساليب جديدة ومختلفة في هذا المضمار حيث يقومون باستهداف السائحين الذين ينتظرون دورهم لزيارة الجوامع في تلك المنطقة. إذ يطلبون 10 أو 20 يورو من السائح ليقدمونهم على المجموعات الأخرى التي تنتظر في الصف كما أنهم يهددون مرشدي هذه المجموعات المعترضين عليهم.
وتقول المرشدة السياحية بيلجا جراح سونال إن صلئدي السائحين يمثلون مشكلة من حيث تشويه صورة تركيا خاصةً في السنوات الأخيرة. وتلفت إلى أنهم يتناقشون ويتنازعون فيما بينهم وهذا الشجار يقع في فناء السلطان أحمد الذي يعد واحدا من أهم الأماكن التي تعكس روح الدين الإسلامي وصورة تركيا.
وتابعت: “تحدث مثل هذه الأشياء في جامع السلطان أحمد الذي يعتبر من أعز وأثمن الجوامع ونحن نحدّث السائحين عن جماليات الإسلام وسماحته. ويعتقد السائح أن هذه الأفعال وراءها موظفو الجامع والشرطة ورئاسة الشؤون الدينية.. إنهم يظنون أن ما يحدث عمل تنظيميّ”.