إسطنبول-تركيا (زمان عربي) – أصدرت صحيفة” زمان” التركية بياناً أدانت فيه بشدة وبلغة حاسمة الهجمات الإرهابية التي وقعت أمس الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس واستهدفت مجلة “شارلي أبيدو” الفرنسية الساخرة وأوقعت 10 من صحفييها إلى جانب شرطيين ضحايا.
وأكدت صحيفة “زمان” في بيانها أنه لا يمكن أن يكون هناك مبرر للإرهاب وأن الإرهاب لا دين ولا وطن له وأن على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن باتجاه البحث عن حل لهذه المشكلة التي تتلاشى أمامها كل جهود السلام التي تعاني ضعفا ووهنا في الأساس.
وفيما يلي نص بيان صحيفة “زمان”:
لقد شهد العالم – مرة أخرى – أن الإرهاب ليس له دين أو لغة أو قومية أو حتى جغرافيا.
إذ لقي شرطي مصرعه في هجوم انتحاري نفذته إرهابية في مركز شرطة السياحة بمنطقة السلطان أحمد في مدينة إسطنبول مساء أول من أمس. كما قُتل 35 شخصًا في هجوم انتحاري آخر بسيارة مفخخة استهدف أكاديمية للشرطة في العاصمة اليمنية صنعاء. وقبل أن يتلاشى الذعر الذي أثارته تلك الهجمات حتى انتشر خبر الهجوم المسلح الذي نفذه مجهولون على مقر مجلة “تشارلي إيبدو” الساخرة في العاصمة الفرنسية باريس؛ إذ كشفت وكالات الأنباء عن أن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل 12 شخصًا بشكل وحشي 10 منهم يعملون بالجريدة إضافة إلى شرطيين.
ينبغي لنا أن ننظر إلى هذا الحادث المؤسف على أنه واحد من الهجمات التي تحدث كل يوم في بقاع مختلفة من العالم ضد حرية تناقل الأخبار غير أن هذا الهجوم يعتبر الأكثر دموية وهمجية على الإطلاق. وللأسف فإن الصحفيين لا يعتبرون فقط هدفًا للحكومات المستبدة حول العالم بل إنهم أهداف للجماعات الإرهابية كذلك.
إن الهجوم على المجلة الفرنسية وقتل 10 من صحفييها مهما كانت حجته هو جريمة إنسانية بمعنى الكلمة. ويعد هذا اعتداء على حق الحياة أكثر من كونه هجومًا على حرية الصحافة والفكر. فلا يمكن قمع الأفكار بالعنف. فمتى بدأ العنف يتكلم لا يمكن أن نتحدث عن حرية الصحافة أو حقوق الإنسان الأساسية. ويكون الخاسر في هذه الحالة هو القيم الحضارية والسلام اللذين أقرّتهما وصنعتهما الإنسانية دائمًا بشكل مشترك.
يجب على الحكومات والمجتمع الدولي أن يتناقشوا الآن ويفكروا مرة ثانية بشأن موقفهم إزاء العنف وفشلهم في إقرار السلام حول العالم. فوتيرة العنف تعلو إلا أن رسائل السلام والجهود الرامية لتحقيقه تبقى ضعيفة وعاجزة عن مواجهة هذه الوتيرة.
يجب على كل شخص ومجتمع وجماعة وحكومة ومؤسسة دولية تؤمن بالسلام والديمقراطية والحريات أن يرفعوا أصواتهم بشكل أعلى في مواجهة الإرهاب. لقد أصبحت الإنسانية تحت وطأة جرائم الكراهية وعداوة الأجانب والعنف ويمكن تحقيق السلام العالمي من خلال النصر الذي نحققه أمام هذه العناصر الخبيثة. ولن يمكن القضاء على العنف ما لم نعارض الحجج التي يسوقها البعض لتسويغه بغضّ النظر عن هويته وفكره.
يجب على جميع مسلمي العالم وخصوصًا أولئك الذين يقيمون في أوروبا أن يعربوا عن إدانتهم لهذا الهجوم الغاشم الذي تعلّل منفذوه بنشر المجلة الفرنسية رسومًا كاريكاتورية تسيئ إلى نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وعليهم أن يرفضوا بلغة قاطعة اللجوء إلى ممارسة العنف ناهيك عن القتل بوحشية ضد من لا يفكر مثلهم.
إن الأصل هو السلام وهو ضروري للجميع.
صحيفة “زمان” التركية