برلين (زمان عربي) – يواصل الإعلام العالمي نشر الأخبار والتداعيات المتعلقة بحملة الاعتقالات التي شنّتها السلطات على الإعلام الحر في تركيا في 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأجرت صحيفة “فرانكفورتر ألجمين زيتونج” ثالث أعلى الصحف الألمانية توزيعا حوارا مع أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة “زمان” التركية سلطت فيه الضوء على الأحداث التي شهدتها تركيا في الفترة الأخيرة.
وأفردت الصحيفة الألمانية مساحة كبيرة لحوار دومانلي الذي تم اعتقاله في إطار حملة اعتقالات 14 ديسمبر وأفرج عنه بعد احتجازه 6 أيام حيث اتهم بالانضمام إلى تنظيم إرهابي بالرغم من عدم وجود أدلة لإدانته بعنوان اقتبسته من كلمته: “الديمقراطية في تركيا تنزف دمًا كل يوم”.
وذكر دومانلي أن هناك سيرا خاطئا في السياسة التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية وعبّر عن ذلك بقوله: “للأسف لم تحقق الحكومة التركية التوافق مع معايير وإصلاحات الاتحاد الأوروبي وتسير حاليا نحو الأيام المظلمة التي سبق أن عاشتها في الماضي. وإن القوانين الصادرة حديثًا تجر تركيا إلى دولة معادية للديمقراطية وديكتاتورية. لقد ذهب حزب العدالة والتنمية الإصلاحي وجاء بدلا عنه حزب يذكرنا بالأنظمة الأوتوقراطية من الطبقة الثالثة”.
ولفت دومانلي إلى أن تركيا لو استمرت على هذا الوضع ستدخل خاصية شراكة الجاذبية للغرب والعالم الإسلامي في خطر. وأضاف أن الطريق الذي ينبغي على تركيا أن تسلكه واضح وهو: مواصلة الديمقراطية التعددية والمشاركة والاندماج مع العالم الديمقراطي. ولا تزال معايير كوبنهاجن مخرجا لتركيا.
وعن عمليات الانقلاب على الإعلام الحر في 14 ديسمبر وما دار في المحكمة قال دومانلي بعدما صرح رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان علنا بأن عملية “مطاردة الساحرات” ستطول أناسا آخرين تم تأهيل المحاكم والقضاة لذلك لأن هذا شيئ كان مخططا له من قبل.. لقد وجهت لنا اتهامات لايمكن للعقل تصديقها مثل تشكيل تنظيم إرهابي وإدارته وكان مبررهم في ذلك مقالين وخبر فقط ولم تكن هناك أية أدلة مؤكدة لإدانتي.
وأوضح دومانلي أن هذا الموقف القمعي ليس موجها فقط تجاه صحيفة “زمان” أو “مجموعة “سامان يولو” الإعلامية فحسب وإنما ضد كل من الوسائل الإعلامية التي تكشف فضائح الحكومة وتنتقدها بأنها متورطة في أعمال فساد وأصبحت ديكتاتورية.
وأضاف: “الحكومة تتهم معارضيها بالانتماء “للكيان الموازي” ومحاولة الانقلاب عليها بدلا عن أن تفتح طريق القضاء لمحاسبة المتورطين في الفساد”.