بقلم: سادات لاتشينار
أين نحن من الأزمة الكردية؟ إلى أي اتجاه نسير؟ للإجابة عن مثل هذه الأسئلة يمكن لنا أن نستفيد من التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي صلاح الدين دميرطاش في الفترة الأخيرة.
وفي الواقع أن صلاح الدين دميرطاش وقادة منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK) بجبال قنديل يدلون بتصريحات مثيرة من حين لآخر. ويقوم حزب العمال الكردستاني بإيضاح جانبه الخاص بمرحلة المفاوضات مع الحكومة.
“الرابح في النهاية!”
ألقى دميرطاش كلمة في اجتماع أمانة فرع حزبه بمدينة إسطنبول قال فيها: “إن النقطة التي وصلنا إليها في المفاوضات هي نقطة نهاية النضال التي سينكشف عندها كل شيئ كما جاء في المثل التركي سينقطع ذيل العجل في هذه المرحلة”.وتابع قائلا: “إذا انقطع ذيل العجل هذه المرة فإننا سنكون الرابحين بالعجل نفسه وليس الذيل فقط وسيكون الذيل من نصيبهم هم ولن يكون الحال كما كان قبل 100 عام إذ كان في تلك المرة الذيل من نصيبنا والعجل من نصيبهم”. أي أن الأمور ستنقلب في صالحهم!
ومن الواضح أن دميرطاش عندما قال “العجل” كان يقصد به الوطن الذي نعيش فيه. وقال: هذه المرة سيكون الذيل من نصيبكم والعجل –أي الجزء الأكبر من الوطن- من نصيبنا!
واستدرك دميرطاش موضحا أنهم لايريدين تقسيم البلاد وإنما على العكس من يريد تقسيم البلاد هم من ينادون بأمة واحدة ولغة واحدة. إلا أنه من الصعب إخفاء نبرة التهديد التي تفوح من كلماته. فالقادة السياسيون بحزب الشعوب الديمقراطية والقيادات العليا لمنظمة حزب العمال الكردستاني يوجهون تهديدات صريحة بتحويل تركيا إلى سوريا ثانية ويحاولون أن يجبروا المسؤولين في الحكومة التركية على أن يختاروا واحدا من أمرين السيئ أو الأسوء أو أن يرضوا بالمرض مخافة الموت.
“لن يبقى بلد اسمه تركيا”
وقد أدلى دميرطاش بتصريحات عالية من ناحية الثقة بالنفس لكنها تفوح بتهديدات مرة أخرى في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2014.
وقال دميرطاش أيضا في تصريحاته إنه في حال عدم تنفيذ مطالبهم فلن يبقى هناك ما اسمه تركيا: “تركيا لن تكمل مسيرتها بهذا الشكل بعد الآن لاتستطيع. وكونوا على ثقة بأنه إذا استمر حزب العدالة والتنمية في حكم البلاد لأربع سنوات أخرى فمن الممكن ألا يبقى هناك ما يسمى تركيا. لأنها ستتفتت وستندلع حرب أهلية عظيمة وستشهد البلاد فوضى كبيرة. وإن لم نستطع نحن أن نحيي عملية السلام وإن لم نتعاون ونضع أيدينا في أيدي بعضنا ونوحد الصف فسيحولون تركيا إلى سوريا ثانية. سيحولونها إلى بلد شبيه بسوريا حيث يتناحر أهلها ويقتلون بعضهم البعض”.
“لا داعي للإيضاح والتفسير”
يجب ألا يُرى الوضع على أنه مجرد تهديد فقط أو فرقعة فارغة دون جدوى…
فالمنظمة تثق بنفسها وبالمحيطين بها وترى أن بإمكانها أخذ ما تراه حقها عنوة…
فالكلمات والعبارات السابقة هي صورة للثقة بالنفس على هيئة كلمات وليس أقل…
وبالتأكيد يوجد العديد من الجوانب التي يمكن انتقادها في هذا الفكر والتوجه لكن فلنكتفي بهذا القدر حاليا: فإن كنتم ترون الوطن كعجل أضحية يجب ذبحه وتقسيمه بين الأطراف فلن يربح أحد في نهاية هذا الصراع. سواء كان الذيل من نصيبكم أو العجل بذاته فليس بينهما أي فرق فما تريدون تقسيمه هو الوطن وتكلفة هذا التقسيم هو المواطنون جميعا أي نحن الذين نعيش في هذا الوطن الغالي…