(زمان عربي) تركيا – في الوقت الذي مرّ فيه عام 2014 على تركيا بالأكاذيب والافتراءات المختلقَة للتستّر على فضيحة الفساد والرشوة التي تم الكشف عنها نهاية العام الماضي تحول العديد من الأحلام التي تعلق بها الشعب التركي إلى أكاذيب.
الاتحاد الأوروبي: مما لا شك فيه أن أهم الأسباب التي جعلت حزب العدالة والتنمية يحظى بدعم في الغرب خلال سنوات حكمه هو السياسة الخارجية التي اتبعها الحزب والمتوافقة مع مبادئ الاتحاد والإصلاحات القانونية التي نفذها في إطار مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد.
وفي الوقت الذي بدأ الوهن يدب في جسد الحزب مع انتشار ادعاءات الفساد والرشوة بدأت العلاقة بين أنقرة وبروكسل تضعف بالقدر نفسه. ولقد تسارعت وتيرة الاختلاف بين الجانبين والتي بدأت مع أحداث متنزه جيزي حتى أدان الاتحاد الأوروبي – بشدة – وقائع اعتقال مسؤولي الصحف والقنوات التليفزيونية في تركيا فيما رد الرئيس رجب طيب أردوغان على ردود الأفعال الغاضبة بقوله: “ليس لدينا هم يشغلنا مثل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي”. لكن عاد وأدلى بتصريح متعارض مع ما قاله من قبل؛ إذ قال أردوغان نفسه “يعتبر الانضمام للاتحاد الأوروبي هدفًا إستراتيجيًا بالنسبة لنا”. فأيهما هو أردوغان الحقيقي؟
من الكفاح ضد تنظيم أرجينيكون الانقلابي إلى التعاون معه: أصدرت الحكومة قوانين خاصة مطلع عام 2014 ليتمكن من إطلاق سراح الأشخاص الذين كان الحزب الحاكم يقول في حقهم “نكافح كوادر الدولة العميقة”. وكان من بين المطلَق سراحهم أشخاص قبض عليهم متلبسين بجرائم سياسية، وحشد من أصحاب مخطط “المطرقة” الانقلابي أمثال الجنرال تشيتين دوغان، والباشوات من مؤلفي “يوميات الانقلاب” الشهيرة.
وعندما بدأنا نسمع السيد أردوغان وهو يقول إن قضيتي أرجينيكون و”المطرقة” الانقلابيتين “مؤامرة من صنع الكيان الموازي (الموهوم)”، في توقيت متزامن، أصبحت دعاوى الانقلاب وتنظيم أرجينيكون كذبة بالنسبة للحزب الحاكم. ويرى كثيرون أن عام 2014 أُنقذ فيه أعضاء تنظيم أرجينيكون الإرهابي وأخرجوا من السجن ليكونوا مشاركين في حكم تركيا.
الدستور الجديد ودولة القانون: لم تكتف حكومة حزب العدالة والتنمية بالمحظورات التي أقرها دستور انقلاب عام 1980 بل فرضت المزيد من المحظورات التي تلغي مبدأ دولة القانون تمامًا. وقد أسهمت هذه القوانين الجديدة في تحويل تركيا إلى دولة يحكمها حزب واحد.
علامة رابعة: أعرب أردوغان عن رد فعل غاضب إزاء عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي من منصبه غير أنه لجأ إلى استغلال هذه القضية كدعاية سياسية أمام الجماهير وعمد إلى رفع يده بعلامة رابعة في كل مكان.
غير أن حسابات أردوغان كانت خاطئة؛ إذ دعم الغرب سياسات الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي. وعندما بدأت دولة قطر، التي كانت حليفة تركيا في العالم العربي، بتقديم الدعم والتأييد للإدارة المصرية الجديدة بادر أردوغان إلى تفسير علامة رابعة التي كان يرفعها طوال حملاته الانتخابية بتفسيرات مختلفة؛ إذ زعم أنه استخدم هذه الإشارة كدلالة على شعار “عَلم واحد، ولغة واحدة، ودين واحد، ودولة واحدة”.