إسطنبول (زمتان عربي) – نشر منتدى الإرادة الوطنية الموالي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بياناً لدعم الممارسات غير القانونية في مواجهة الادعاءات الواردة في قضية الفساد والرشوة. تماماً مثلما كشف عنه أشهر المدونين الأتراك على موقع التواصل الاجتماعي تويتر فؤاد عوني قبل أيام من صدوره.
وكان عوني نشر أول من أمس الثلاثاء تغريدات على حسابه في” تويتر” أزاح فيها الستار عن أن الذين وصفهم بـ”القلة الحاكمة” عقدوا اجتاعاً في القصر الجمهوري” الأبيض” بأمر صادر عمّن وصفه بـ”الديكتاتور”، الذي يقصد به الرئيس رجب طيب أردوغان، لدراسة ردود الفعل والصورة السلبية التي خلّفتها عملية اعتقال الصحفيين في الداخل والخارج لوضع خارطة طريق للخطوات المحتملة المقبلة في هذا الصدد.
وأكّد عوني أنهم وضعوا نصاً وفق أوامر أردوغان بعد دراسة الوضع الراهن. ثم أُرسل هذا النصّ عبر الفاكس إلى المؤسسات والمنظمات الموالية لتوقّع على مضمونه وتنشره كبيان في وسائل الإعلام الموالية للحكومة للتعبير عن دعمها لاستمرار عمليات الاعتقال ضد شرائح مختلفة في المجتمع بما فيها الصحفيون.
وقد نشرت هذا البيان المؤسساتُ والمنظمات المندرجة تحت اسم “منتدى الإرادة الوطنية” الذي يستخدمه حزب العدالة والتنمية الحاكم لتشكيل تصوّر الناس وللإيهام بأن الرأي العام ظهير له في ممارساته وادعاءاته وذلك عبر كل من صحف “صباح” و”أكشام” و”يني شفق” المحسوبة على أردوغان والحكومة.
ووقّع أعضاء منتدى الإرادة الوطنية على البيان الذي حمل عنوان: ” أشياء جديدة لابد من ذكرها في طريق تركيا الجديدة”. وتمّ إدراج أسماء وشعارات المؤسسات والمنظمات الموقّعة أدنى نصّ البيان المنشور.
وزعم البيان: “لقد سجّل تاريخ الديمقراطية في تركيا تحقيقات 17- 25 ديسمبر من العام الماضي باعتبارها بقعة سوداء. ورأينا في ذهول ودهشة من خلالها كيف تغلغل أعضاء منظمة الوصاية في مفاصل الدولة طيلة السنوات الماضية عبر الطرق السرية وأساليب الابتزاز والتهديد والمؤامرة وبالقمع والضغط وتصفية منافسيهم وكيف أصبحوا ألعوبة بيد القوى الدولية.. كل ذلك من أجل تحقيق أهدافهم ومطالبهم” على حد تعبيره.
الجدير بالذكر أن فؤاد عوني كان لفت في تغريداته التي نشرها قبل يومين إلى أن أردوغان هو من أمر بإعداد هذا البيان وإرساله إلى المنظمات والمؤسسات المجتمعة تحت اسم “منتدى الإرادة الوطنية” مع إصدار أمر: “عليكم جميعاً التوقيع على هذا البيان”. كما أشار إلى أنه سيتضمّن عبارات رنانة مثل “تركيا الجديدة”، و”الوصاية”، و”الأمة”، و”مبادرات الانقلاب”، وستقول المنظمات الموقِّعة “إن الشعب وراء أردوغان في مواجهة المبادرات الرامية إلى إحداث انقلاب ضد الحكومة”.
كما كان عوني شدّد على أن هذه المنظمات والمؤسسات مضطرة للتوقيع على هذا البيان وفعل ما يأمره أردوغان لأنه مَنْ يغذّيهم بالأموال المجمعة في الحوض المالي الفاسد، على حد تعبيره، منبّهاً إلى أنه سيتمّ نشره خلال أيام عدة.