إسطنبول (زمان عربي) – عقب عمليات الفساد في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2013 التي طالت بعض رجال الحكومة التركية ظهرت معلومات في غاية الدهشة والغرابة عن وجود ارتباط بين حزب العدالة والتنمية وتنظيم القاعدة.
وكانت سلطات الأمن قامت بتنظيم عمليات على فترات مختلفة عقب أحداث 17 ديسمبر ضد رجال الأمن الذين تولوا التحقيقات المتعلقة بتنيظم القاعدة في السنوات الماضية. وتبين بعدها أنها قامت باعتقال معظم رجال الأمن في عمليات اعتقال شنّتها على مدن كيليس وأضنة ووان وتكيرداغ ومرسين وإسطنبول وغيرها.
ومؤخرًا تم اعتقال رموز بارزة من الصحفيين والكتّاب إلى جانب بعض رجال الأمن الذين قاموا بتنظيم عملية مؤخرًا ضد تنظيم مجموعة دينية تدعى تنظيم” تحشية” المرتبط بتنظيم القاعدة.
وطالت اعتقالات 14 ديسمبر الجاري كلاً من طوفان أرجودار مدير الأمن السابق بمدينة حكاري وآرتان أرتشكتي المدير السابق لشعبة الأمن في إسطنبول اللذين أشرفا على تحقيقات تنظيم “تحشية” المرتبط بتنظيم القاعدة، حيث كان يؤديان مهامهما في شعبة مكافحة الإرهاب أثناء التحقيقات.
كما شنّت سلطات الأمن عملية ضد رجال الشرطة الذين كانوا يعملون في شعبة الاستخبارات في مديرية أمن تكيرداغ والذين قبضوا على اثنين من مقاتلي تنظيم القاعدة كانا يخططان لتنظيم عملية اغتيال لرئيس الوزراء آنذاك – رئيس الجمهورية الحالي – رجب طيب أردوغان في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014.
وقد نال رجال الأمن في شعبة مكافحة الإرهاب بمدينة كيليس عقابهم أيضاً بعد تنفيذهم عملية ضد تنظيم القاعدة في عام 2013، حيث نفّذت السلطات عملية ضدهم في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2014، أسفرت عن اعتقال مجموعة منهم ثم أفرج عن 17 شخصاً من قبل النيابة العامة و7 آخرين من قبل المحكمة.
وفي 22 يوليو/ تموز 2014 اعتقلت سلطات الأمن سردار بايراقتوتان المدير السابق لشعبة مكافحة الإرهاب بمدينة وان الذي نفّذ عملية ضد تنظيم القاعدة بالمدينة وبعدها تم تغيير مكان وظيفته في إطار العملية ضد رجال الشرطة في مديرية الأمن بإسطنبول.
كما حالت سلطات الأمن دون تفتيش شاحنات جهاز المخابرات التركي التي تم إيقافها في الطريق البري (كيركهان-ريحانلي) حيث يزعم أنها كانت تنقل أسلحة وذخائر إلى سوريا، وذلك في الأول من يناير/ كانون الثاني 2014. وتم رفع دعوى قضائية عامة بحق 4 آخرين مشتبه فيهم في إطار التحقيقات.
وشهدت مدينة أضنة واقعة شاحنة أخرى تابعة لجهاز المخابرات
التركي؛ حيث تم تفتيش 3 شاحنات تابعة للجهاز يزعم أنها تحمل أسلحة للمنظمات الإرهابية وذلك في 19 يناير 2014. وبمجرد التفتيش السطحي تم ضبط 25 إلى30 صاروخاً وقذائف وذخائر وقنابل يدوية قرابة 450 قنبلة في 15 صندوقا بالإضافة إلى نحو 25 فوهة مدفع.
إلا أنه تم وقف التفتيش بعد مرحلة معينة بحجة أن الشاحنات تابعة لجهاز المخابرات وأن العمال المشرفين عليها تابعون كذلك للجهاز ثمّ أعيد تسليم الشاحنات. وتم رفع دعوى قضائية ضد 15 شخصًا أوقفوا الشاحنات وذلك في إطار التحقيقات.
لقد تمّت الإساءة إلى صورة وسمعة تركيا على الصعيد العالمي بسبب الادعاءات الواردة في وسائل الإعلامية الدولية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست بخصوص موقف الحكومة التركية من رجال الأمن الذين تولوا العمليات المنظمة ضد تنظيم القاعدة حيث تداولت أنباء حول دعم تركيا للإرهاب.
ولاتزال كلمات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن إنقاذ الرهائن الأتراك (49 دبلوماسيًا) الذين كانوا يعملون في القنصلية التركية في مدينة الموصل واحتجزتهم مقاتلو تنظيم “داعش” في 21 سبتمبر/ أيلول 2014 “حتى لو افترضنا أننا قمنا بالمقايضة والمساومة مع داعش لإنقاذ الرهائن فما هو الضرر في ذلك” ترنّ في الآذان وتترك العديد من علامات الاستفهام بشأن هذا الموضوع إذ فُسرت كلماته آنذاك على أنه من الممكن أن تكون تمت عملية مقايضة سياسية من أجل تحرير الرهائن.