[lightbox full=”http://”][/lightbox]
إسطنبول (زمان عربي) – شنت السلطات التركية، أمس الأحد، حملة انقلابية موسعة ضد الإعلام الحر بهدف إسكات الأصوات المعارضة مع حلول الذكرى الأولى للكشف عن فضائح الفساد والرشوة في 17و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
كانت الحكومة تخطّط لتنفيذ هذه الحملة “غير القانونية”، يوم الجمعة الماضي، وفق ما كشف عنه المدون المشهور على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” فؤاد عوني. إلا أنها أجّلتها عقب عمليات الاحتجاج واسعة النطاق التي نظّمها قراء صحيفة” زمان”.
وتوجه رئيس تحرير صحيفة”زمان” التركية أكرم دومانلي والمحامين عنه إلى قصر تشاغلايان العدلي بإسطنبول للتأكد من صحة الادعاءات حول وجود تحقيقات معه أم لا كما زعم المدون عوني. إلا أن المدعي العام الرئيس هادي صالح أوغلو أكد لهم أنه ليس لديه أي معلومات في هذا الصدد. وأن وكيله أورهان كابيجي سلمهم وثيقة مكتوبة بعدم وجود قرار صادر بشأن التحقيق. لكن السلطات شرعت في تنفيذ الحملة صباح أمس الأحد.
ففي حوالي الساعة 07:30 من صباح أمس الأحد (بتوقيت إسطنبول) جاء فريق من الشرطة التركية لاصطحاب رئيس التحرير أكرم دومانلي إلا أنه رجع بعد وقوف العاملين بالجريدة رافعين لافتات: “لا يمكن إسكات صوت الصحافة الحرة”. ثم جاء فريق من الشرطة مرة أخرى في ساعات الظهيرة بعد أن أدلى الأستاذ أكرم دومانلي بتصريحات صحفية قائلا: “أنا هنا في انتظار أصدقائي من مديرية الأمن”. وبالفعل استقبلهم قائلا: “أهلا وسهلا”.
وتعد هذه العملية هي الأولى بعد تطبيق قانون “الاشتباه المعقول” الذي أصدره أردوغان وحكومته لتكميم أفواه المعارضة وإسكات الأصوات المتعالية ضده.
وقد سجلت صفحات التاريخ يوم أمس 14 ديسمبر/ كانون الأول على أنه يوم أسود للديمقراطية في تركيا.
وكان المدون الأشهر على موقع التواصل الاجتماعي فؤاد عوني قد نشر تغريدة جديدة أمس الأول كشف فيها أن فريقا تابعا للرئيس رجب طيب أردوغان عقد اجتماعا سريا لإعادة النظر في قائمة أسماء الصحفيين الواجب اعتقالهم. وتوصل هذا الفريق إلى تضييق دائرة العملية للحدّ من الاحتجاجات المحتملة بعد أن كانت تضم 400 شخص من بينهم 150 صحفيا. وتوقّع أن تنطلق العمليات في صباح يوم الأحد.
ولم تقتصر الحملة غير القانونية على صحيفة” زمان” ومجموعة قنوات” سامان يولو” فقط. بل طالت أيضا مخرج المسلسل الأكثر مشاهدة في تركيا” سونجورلار” أنجين كوتش والمنتج صالح أسان.
وقام الأستاذ أكرم دومانلي بوداع أصدقائه وزملائه كما ودعه العاملون في صحيفة” زمان” ومحبي الصحيفة بالتصفيق وتظاهرات الود والمحبة قائلين: “في أمان الله يا أستاذ أكرم”.