واشنطن (زمان عربي) – انتقدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في افتتاحيتها انقلاب 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري على الصحافة الحرة في تركيا. وقالت إن الموقف العدائي لأردوغان المستبد يجر تركيا إلى اتجاه خاطئ. وإن على أردوغان أن يتراجع عن موقفه قبل أن يسقط إلى أعماق الهاوية”.
وبعد أن كانت الصحافة الغربية تمتدح أردوغان بسبب الإصلاحات المنفذة في طريق الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي وبفضل هويّته “المسلم الديمقراطي” صارت تنتقده في الفترة الأخيرة بلهجة شديدة لتخلفه عن القيم الديمقراطيّة.
ويأتي تحذير صحيفة واشنطن بوست، على صدر صفحاتها، من الخطر الذي يحدق بالديمقراطية في تركيا بعد انتقادات صحيفتي” نيويورك تايمز” و” وول ستريت جورنال” عقب عملية الانتقام من الصحافة الحرة في 14 ديسمبر التي شنتها سلطات الأمن التركية ضد رموز بارزة من الصحفيين والكتّاب بهدف تكميم أفواههم.
وقالت” واشنطن بوست” إنها ترى أن ادعاء “الإطاحة بالحكومة” مبرر غير مقنع لاعتقال العديد من الصحفيين بينهم أكرم دومانلي رئيس تحرير صحيفة “زمان” وهدايت كاراجا مدير مجموعة “سامان يولو” الإعلامية وسيناريست ومخرج. وأضافت: “إن اعتقال الصحفيين هو آخر محاولة لمحو تأثير فتح الله كولن الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا بأمريكا”.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها أن أردوغان الذي كان يرى كولن حليفا له في الماضي أصبح اليوم يعتبره عدوًا يحاول الإطاحة به. وأعادت إلى الأذهان أن القادة المستبدين يشعرون دائمًا بالحاجة لاختلاق الحجج والذرائع – حتى وإن كانت بعيدة عن الواقع – من أجل سحق معارضيهم.
وأضافت: “تم استصدار قرارات اعتقال ضد الصحفيين بتهمة السعي للإطاحة بالحكومة أو تشكيل تنظيم مسلّح. وهذه مجرد ادعاءات زائفة تهدف إلى تشتيت الأنظار عن الضغوطات الممارسة ضد منتقدي ومنافسي أردوغان. أما الخطر الحقيقي فهو تعليق الديمقراطية كاملاً”.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان يتجه بسرعة كبيرة نحو استبدادية أشبه بالموجودة في روسيا اليوم، وأنه يتغاضى عن المبدأ الأساسي للديمقراطية، مضيفة: ” المنافسة لاتضعف الديمقراطية بل بالعكس تقويها. كما أن المؤسسات الصحفية التي يعلو صوتها لاتقوم بتدبير مؤامرات مظلمة أو تخطط لانقلاب للإطاحة بالحكومة. لأنها تعتبر جزءاً مهماً من النظام السياسي الديمقراطي”.
وأردفت: ” السيد أردوغان بتضييقه الخناق على الصحافة الحرة يعرّض تركيا لخطر القضاء على كل شيئ هو مطلوب وضروري بالنسبة لها.. لذلك يجب على أردوغان أن يتراجع عن موقفه قبل أن يسقط إلى أعماق الهاوية”.