وجه الدكتور سليمان عشراتي أستاذ الفلسفة بجامعة البيض بجزائر يوم أمس رسالة “تضامن ” شفهية إلى الداعية الإسلامي التركي محمد فتح الله كولن لما تعرض إليه من افتراءات و مضايقات من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية في الأيام الأخيرة آخرها إصدار محاكم الجزاء التابعة لاردوغان مذكرة توقيف بحق الأستاذ كولن .
وقال الدكتور في فحوى رسالته ” لا داعي للحزن والأسى لما تتعرض إليه الخدمة التي تستلهم أفكارها من الداعية الإسلامي محمد فتح الله كولن من مضايقات وادعاءات مبطنة فهي محنة عابرة ، مذكرا في الوقت نفسه أن كل الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين عاشوا نفس المواقف ومروا بنفس المحن ، مضيفا أن مشروع الخدمة هو مشروع رباني عالمي ، فأنتم على الطريق الصحيح ، فواصلوا الدرب الذي أنتم عليه “.
وكان الأستاذ عشراتي قد ألقى محاضرة على الطالبات التركيات والجزائريات تحت عنوان ” قراءة في كتاب النور الخالد ” حيث أشار إلى الأسلوب الجديد الذي تناول به الأستاذ فتح الله كولن سيرة آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه ” النور الخالد” ، مؤكدا أن الطريقة التي تناول بها الأستاذ كولن سيرة النبي محمد- ص- ، تختلف عن كتب السير الأخرى التي اكتفت جلها بذكر كرونولوجية الأحداث دون الغوص في تحليل تفاصيل سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، واستشهد الدكتور عشراتي ببعض الأمثلة ، لتوضيح ذلك الاختلاف في التناول والطرح، و من بينها الأمثلة قصة الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، الذي عرف عنه أنه كان ينفق من أموال حزينة الدولة على أقربائه والمقربين منه ، في حين أثبت الأستاذ كولن عكس ذلك من خلال كتاب ” النور الخالد ” حيث تناول الوجه الحقيقي للصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه ، عندما أشار إلى أنه كان ينفق من ماله الخاص خدمة للدعوة ، كما أنه أشرك ماله مع مال خزينة المسلمين للإنفاق على تجهيز الجيش وتلبية حاجات المسلمين منها ” .
وفي سياق حديثه عن مشروع الخدمة ومؤسسها الأستاذ فتح الله كولن قال عشراتي ” الخدمة مشروع عالمي كبير ينفق عليه رجال لا نعرفهم ، ويسهر على تسييره الإداري جنود فاعلين همهم إعلاء كلمة الله وخدمة الإنسانية ، مضيفا أن الأستاذ كولن، يعتبر من نوادر هذا العصر، حيث وهب حياته لله وخدمة أمته والإنسانية جمعاء، وهو لم يتزوج وليس له أولاد ، لكن له الكون وكل أسرة في هذا الكون هي أسرته .
و في ختام مداخلته دعا الدكتور سليمان عشراتي الطالبات إلى قراءة كتاب ” النور الخالد ” قراءة متأنية حتى يتعلموا منه الرؤية والطرح الصحيح ، لاكتشاف الجوانب الخفية من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، و في النهاية هي دروس للأمة الإسلامية نستلهم ونستفيد منها في تنظيم شؤون حياتنا الدنيوية ونعبد بها الطريق إلى حياتنا الأخروية .
الجزائر : سفيان مخنف .