لندن (زمان عربي) – تناولت مجلة ” ذي إيكونومست” البريطانية التوتر المتصاعد بين أنقرة وبروكسل بخصوص عملية الاعتقالات التي شنتها السلطات الأمنية التركية، يوم الأحد الماضي، ضد مجموعة من الصحفيين والكتّاب بتهمة السعي للسيطرة على الحكم في البلاد استنادًا إلى اتهامات لا أساس لها.
وقالت المجلة في مقال لها تحت عنوان: “هل شُيّعت حرية الصحافة في تركيا لمثواها الأخير؟”:” يبدو أن أردوغان أدرج الاتحاد الأوروبي أيضاً ضمن قائمة من يرغبون في الإطاحة بحكومة حزب العدالة والتنمية”.
واستهلت الممجلة مقالها بتصريحات أردوغان العنيفة التي حذّر فيها من تدخل دول الاتحاد الأوروبي في شؤون تركيا حيث قال: “لا يهمّنا ما يقوله الاتحاد الأوروبي. وإن لم يوافقوا على عضويتنا في الاتحاد فلا ضرر من ذلك”. وذكرت أنه عقب هذه التصريحات تدهور معدل الليرة التركية أمام الدولار بنسبة 4 في المئة. كما زادت مخاوف أوروبا تجاه المسار الجديد الذي تسلكه الدولة التركية.
وأشارت ” ذي إيكونومست” إلى أن موقف أردوغان تجاه الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر فظاظة وحدّة عقب اعتقالات 14 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأعادت المجلة إلى الأذهان تصريحات كل من فيدريكا موغيريني المفوض الأعلى لشؤون السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي ويوهانس هان المفوض الجديد لشؤون التوسعة وسياسة الجوار بالاتحاد تعقليقا على الاعتقالات حيث قالا “إنّ عضوية تركيا بالاتحاد الأوروبي مرهونة باحترامها لسيادة القانون والحقوق والحريّات الأساسية”.
وأضافت أن تعليق أردوغان على هذه التحذيرات كان: “إنه ليس من حق الاتحاد التدخل في أمور تخص القضاء في تركيا وإن عليهم أن يركزوا في شؤونهم الخاصة”. ولفتت إلى أن الاعتقالات الأخيرة تظهر بوضوح تصاعد حرب أردوغان الشعواء التي شنّها ضد محبي ومتابعي الداعية البارز فتح الله كولن حيث تم اعتقال رئيس تحرير صحيفة” زمان” الأكثر مبيعًا في البلاد أكرم دومانلي، ومدير مجموعة” سامان يولو” الإعلامية هدايت كاراجا.
وأردفت أنه منذ مظاهرات حديقة جيزي في ميدان تقسيم بإسطنبول في يونيو/ حزيران 2013 حتى الآن أصيب أردوغان بحالة من جنون العظمة “البارانويا”. وهو ما ينعكس على تصريحاته المليئة بالهذيان العقلي.
وتناولت المجلة البريطانية علاقات الاتحاد الأوروبي بتركيا. وقالت: “لقد اتّهم أردوغان متظاهري حديقة جيزي آنذاك بأنهم تابعون “للوبي أسعاء الفائدة” العالمي المكون من مصرفيين غربيين وجواسيس ورجال من وسائل الإعلام. وزعم أن هدف اللوبي هو الإطاحة بالحكومة، ثم ضمّ إلى هذه القائمة أنصار حركة الخدمة. والآن يبدو وأنه أدخل الاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا للانضمام لعضويته، على الورق، إلى هذه القائمة.