بروكسل (زمان عربي) – أحدثت حملة اعتقالات الصحفيين في تركيا أمس في يوم” الأحد الأسود” وما سمي بانقلاب الحكومة على الصحافة الحرة استنكارا واسعا في الأوساط الأوروبية وعلى رأسها البرلمان الأوروبي إذ اعتقل السلطات الأمنية رموز الصحافة الحرة من بينهم رئيس تحرير صحيفة” زمان” أكرم دومانلي رئيس مجموعة” سامان يولو” الإعلامية هدايت كاراجا واصفا الحملة بالهجوم على حرية التعبير والصحافة.
فقد أكدت كبيرة ممثلي الاتحاد الأوروبي نائبة رئيس البرلمان الأوروبي فريدريكا موجريني، في بيان مشترك لها مع عضو البرلمان الاتحاد الأوروبي المسئول عن مفاوضات التوسع يوهانس هان حول عملية الاعتقال التي شهدتها تركيا أمس في يوم “الأحد الأسود” أن عمليات اعتقال الصحفيين وممثلي الصحف مخالفة لمبدأ الديمقراطية الذي ينص على حرية الصحافة.
وأشار البيان إلى أن الحملة الموسعة التي جرت ضد رموز الصحافة التركية مخالفة لمعايير وقيم الاتحاد الأوروبي التي تمثل أساس العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة. وأكد البيان أنه سيتم نقل مخاوف الاتحاد الأوروبي حيال الأزمة إلى اجتماع وزراء الخارجية غدا (اليوم) لمناقشة الأمر مع أنقرة.
وأكد رئيس البرلمان الأوروبي مارتين سكولز، المعروف بانتقاداته اللاذعة للتجاوزات التي تمارس ضد حرية الصحافة في تركيا، أن الحملة التي شنتها السلطات التركية على جريدة “زمان”، “مثيرة للقلق”.
وعلق سكولز على الحملة من خلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مستخدما هاشتاج#ozgurbasinsusturulamaz الذي ظهر عقب شن الحملة التعسفية غير القانونية، بمعنى “لا يمكن إسكات الصحافة الحرة“، موضحا أن تركيا وحرية الإعلام يسلكان طريقين إلى اتجاهين مختلفين.
وأوضح رئيس كتلة الأشتراكيين الديمقراطيين، ثاني أكبر التكتلات في البرلمان الأوروبي، جيانّي بيتيللا، من خلال تغريدة له على تويتر، أن مفاوضات حصول تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي ترتبط بحرية الصحافة، قائلا: “إن الهجوم على صحيفة زمان التركية يوجه البلاد في طريق خاطئ”.
وجاء الانتقاد والتعليق الأشد من منسق لجنة تركيا بالبرلمان الأوروبي كاتي بيري. فقد قالت: “لقد صدمت جراء حملة الاعتقالات الأخيرة بحق الصحفيين. فمطاردة وسائل الإعلام المعارضة للحكومة، يعد هجوما على حرية الصحافة”.
وقال دنيال هولتجين، المتحدث باسم الأمين العام للمجلس الأوروبي ثورب جورن ياجلاند، في تصريحات له لجريدة زمان: “إن السيد ياجلاند يؤكد أنه يشعر بالقلق حيال تعرض حرية الصحافة للخطر واعتقال الصحفيين وإعاقة آخرين عن القيام بمهامهم”.
وأكد نائب رئيس البرلمان الأوروبي ألكسندر جراف لامبسدورف أن حملة الاعتقالات الأخيرة ضد الصحفيين تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية تخلى عن الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي قائلا: “إن حملة اليوم (أمس) تظهر اختيار الحكومة للظلم. فهذه الأحداث مؤسفة جدا بالنسبة لأوروبا، وللدول الصديقة لتركيا في العالم أجمع. ولكن الأهم أنها مؤسفة ومؤلمة للشعب التركي”.
وشدد زعيم التيار الليبرالي الأوروبي سير جيرهام واتسون أنهم منزعجون جدا بسبب حملات الاعتقال، موضحا أن تركيا بهذا تكون قد أظهرت خصائص الأنظمة الاستبدادية. وقال واتسون: “لقد انزعج الليبراليون الأوروبيون كثيرا جراء اعتقال رئيس تحرير جريدة “زمان”، أكرم دومانلي، ورئيس مجموعة سامانيولو، هدايت كاراجا. فتصرفات الحكومة التركية الآن تظهر خصائص الأنظمة التي تُذكر بالاستبدادية. فحرية التعبير تواجه خطرا كبيرا”.
بينما قال الزعيم السابق لكتلة الإشتراكيين، ثاني أكبر التكتلات في البرلمان الأوروبي، هانز سيووبودا من خلال تصريحات له على مواقع التواصل الاجتماعي: “إن الأحداث الأخيرة التي يتعرض لها الصحفيون في تركيا هي خطوة جديدة للوراء بعيدا عن الديمقراطية” مشددا على ضرورة أن تلعب تركيا دورا مهما في المنطقة لكونها الدولة النموذج.