بروكسل (وكالات) – قال الاتحاد الاوروبي في بيان شديد اللهجة مساء الاحد إن حملة المداهمات التي شنتها الشرطة في تركيا ضد مؤسستين اعلاميتين “لا تتوافق مع حرية الاعلام وتعد انتهاكا للقيم الاوروبية.”
وجاء في البيان المشترك الذي اصدره مفوض توسيع الاتحاد يوهانس هان ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد فيديريكا موجريني “ان المداهمات والاعتقالات التي جرت في تركيا اليوم لا توافق مع حرية الاعلام التي تعتبر مبدأ اساسيا من مبادئ الديمقراطية. ان هذه العملية تعد انتهاكا للمعايير والقيم الاوروبية التي تطمح تركيا لأن تصبح جزءا منها.”
وكانت الشرطة التركية قد داهمت في وقت مبكر أمس الاحد محطة تلفزيون سامانيولو وصحيفة “زمان” المرتبطتين بالداعية فتح الله كولن غولين المقيم في الولايات المتحدة.
وادت المداهمات التي جرت فجر الاحد في اسطنبول و12 مدينة تركية أخرى الى القاء القبض على 14 شخصا على الاقل منهم مدراء ومخرجون ومسؤولو انتاج.
ولكن الشرطة اجبرت على الخروج من مبنى صحيفة “زمان” بعد ان تجمع حشد كبير خارجه للاحتجاج على المداهمة، ولم تمكن من اعتقال اي من العاملين في الصحيفة.
الا ان الشرطة عادت وداهمت مكاتب “زمان” عصر الاحد، والقت القبض على رئيس تحرير الصحيفة اكرم دومانلي. كما كانت الشرطة قد القت القبض على المدير العام لتلفزيون سامانيولو هدايت كاراجا .
ويقول المراقبون إن مداهمات الاحد عبارة عن محاولة جديدة من اردوغان لاسكات مؤيدي كولن .
وتشير المداهمات الى تصعيد في الصراع بين اردوغان وحليفه السابق كولن وحركة (الخدمة) التي تستلهم فكره ولها الملايين من الاتباع.
وذكرت شبكة تليفزيون بي بي سي أن توقيت الحملة الأخيرة لم يأت بالصدفة، فهي تأتي بعد مضي عام واحد تقريبا على ذيوع ادعاءات تتهم اردوغان والمقربين منه بالفساد، والتي قال الرئيس التركي وقتها إنها محاولة للاطاحة به مدبرة من قبل مؤيدي كولن .
وقد اجبر جراء تلك الفضيحة، التي تعتبر من اكبر الفضائح في تاريخ تركيا المعاصر، اربعة وزراء على الاستقالة. وساد اعتقاد بأن حكومة اردوغان لن تنجو.لكن اردوغان تمكن من قلب الطاولة، فاعلن الحرب على ما اطلق عليها “الدولة الموازية” في اشارة الى أتباع كولن الذي قال إنهم كانوا يعدون لانقلاب. واستخدم اردوغان كل الادوات المتاحة له، وطرد الآلاف من رجال الشرطة والمحققين كما شن حملة اعلامية مركزة وابعد المعارضين في حزبه. وما نراه اليوم هي المرحلة الثانية من تلك الحملة وعنوانها اعتقال المنتقدين.
يذكر ان تركيا تأتي في المرتبة 154 من 180 فيما يخص حرية الصحافة حسب منظمة صحفيون بلا حدود. وتعبر الكثير من المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان عن مخاوفها مما تصفه الهجوم الذي تشنه الحكومة التركية على حرية التعبير.
ولكن الحكومة تقول إنها تتعرض لمؤامرة لرفضها الامتثال لاملاءات الغرب، وترفض المخاوف التي يعبر عنها ناشطو الحقوق قائلة إنها تخوض حربا ضد “عدو الداخل” الذي يجب ان يدحر. ولكن مداهمات الأمس لابد ان تثير قلقا دوليا من انحسار الديمقراطية في تركيا.
وكان اردوغان قد هدد يوم الجمعة الماضي “بمطاردة انصار كولين في جحورهم” على حد قوله . وكان الرئيس التركي قد وصف هؤلاء في السابق بأنهم “ارهابيون وخونة” حسب وكالة رويترز للانباء.