جولتكين آفجي
إسرائيل هي وجه الشيطان، وإيران هي وجهه الآخر. ويا له من أمر عجيب! إن تفاقم الاستقطاب السني – الشيعي في منطقة الشرق الأوسط يصب أكثر ما يصب في مصلحة هاتين الدولتين.
تنجح إيران في نشر وترسيخ أحجارها وديكوراتها وعناصرها الفعالة في نسيج المنطقة الجيوسياسية الشيعية بالتزامن مع زيادة التوترات الطائفية بحيث لايمكن زعزعتها فيما بعد. أما إسرائيل فتنعم بالطمأنينة والسعادة عندما ترى البلدان الإسلامية المحيطة بها تأكل بعضها بعضاً بلا هوادة في إطار الصراع السني – الشيعي.
وفي الوقت الذي تربح فيه إيران وإسرائيل من وراء الصراع السني – الشيعي، فإن تركيا هي الخاسر في هذا المضمار. ولا شك في أن القيام بعمليات استخباراتية في ظل هذه الأجواء المتوترة، يأتي على رأس المعايير التي تحدد مصير تركيا والمنطقة بأسرها.
في الوقت الذي كان جهاز المخابرات الإسرائيلي (موساد) هو الجهاز الرائد في العمليات الاستخباراتية المستندة إلى إغراء النساء، نجد اليوم أن وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية (VEVAK) تفوقت عليه في مجال “فِخاخ العسل”، لدرجة أنها بدأت تزعج حتى الموساد نفسه. كما تفوقت نساء “الباسيج” التي يرسلها جهاز الاستخبارات والحرس الثوري الإيراني ليمارسن الفعاليات الاستخباراتية بشكل مكثف، لا سيما في تركيا، على نساء الموساد الإسرائيلي فيما يتعلق بـ”فِخاخ العسل”.
لا داعي للشهود في زواج المتعة
كيف يمكن لإيران “الدولة الإسلامية” أن تغضّ الطرف عن عملية تعتبر “زنا” في الشريعة الإسلامية من أجل الفعاليات الاستخباراتية؟
باختصار شديد.. عن طريق زواج المتعة
من المعلوم أن زواج المتعة هو عبارة عن زواج رجل بامرأة مع رضاها لفترة محددة مقابل مبلغ من المال. ويكفي في العقيدة الشيعية المهيمنة في إيران من أجل تحقيق زواج المتعة رضا الطرفين وتحديد المقابل المادي وفترة الزواج. ولا داعي حتى للشهود.
ويعتبر زواج المتعة واحدًا من أبرز وأهم أدوات التأثير في المنطقة الجيوسياسية الشيعية. وقد تناولت وثائق ويكيليكس هذا النوع من الزواج المؤقت؛ حيث أشارت إلى أن إيران كانت تستغلّ زواج المتعة في سبيل تحقيق أهداف دبلوماسية.
وكشفت الوثائق الدبلوماسية الموجودة في السفارة الأمريكية في بغداد، والتي أعلنتها مؤسسة ويكيليكس في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2010، عن معلومات مهمة تشير إلى أن إيران “تسعى لنشر زواج المتعة، وأنها توفر النساء لمشايخ العشائر العربية في العراق من أجل زواج المتعة في سبيل تعزيز نفوذها في بلاد الرافدين”.
وتشير الوثائق الدبلوماسية الخاصة بالسفارة الأمريكية في بغداد، والتي نشرتها ويكيليكس، إلى تفاصيل مهمة متعلقة بإيران. فيقول أحد زعماء العشائر العراقية الذين زاروا إيران: “أدركت بعد أول زيارة لنا إلى إيران أن جميع زعماء العشائر الذين زاروا إيران قد استفادوا من زواج المتعة!”.
ويضيف زعيم العشيرة هذا بقوله: “كنا نقول لأقاربنا في كل زيارة لنا إلى إيران إننا نذهب من أجل تلقي العلاج. أما الحقيقة فهي أننا كنا نستغل الإمكانيات التي يوفرها لنا المسؤولون الإيرانيون ونستمتع بزواج المتعة”.
وبحسب ما نشرته صحيفة” كويت تايمز” فإن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد كانت قد أدلت بتصريح في 23/12/2011 قالت فيه إن لديهم تسجيلات لفضائح جنسية لزعماء دول الخليج، مشيرة إلى أنه بإمكانهم نشر هذه المقاطع على مواقع الإنترنت.
فضائح جنسية لبعض زعماء المنطقة في أرشيفات إيران
وأضافت بثينة شعبان بقولها “بعدما ننشر المقاطع المصورة على الإنترنت، سيرى المسؤولون العرب الأوراق الرابحة التي بين أيدينا”.
وعقب هذا التصريح التهديدي، لاحظنا أن ضغوط الدول الخليجية على نظام بشار الأسد قد تراجعت.
ولا شك في أن تقديم المسؤولين الإيرانيين نساء لزواج المتعة من ضيوفهم ليس من قبيل “إكرام الضيف”. ومن المؤكد أن جميع المقاطع الجنسية المسجَّلة من قبل جهاز الاستخبارات الإيراني، موجودة في أرشيفات الحرس الثوري من أجل استغلالها عند الحاجة.
ومن هذا المنطلق، فإن استغلال إيران للنساء في فعاليات التجسس وحصولها على نتائج من وراء ذلك، هو أمر سهل ومؤثر للغاية.