إسطنبول (زمان عربي) – قال نائب رئيس تحرير صحيفة” خبر توُرك” (Habertürk)، المفصول من عمله دوغان صاطميش: “لقد تم إبعادي من وظيفتي لأنني لم أكن دمية في أيديهم”.
وقرر الصحفي الخبير أن يخرج عن صمته الذي لزمه منذ عزله من منصبه في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، معلقا على الضغوطات السياسية التي تمارس على المؤسسات الصحفية التركية في حوار له مع صحيفة”زمان” التركية.
وأوضح صاطميش أنه كان يعمل في صحيفة ” خبرتورك” منذ إنشائها عام 2009، قائلا: “كنت أعمل لمدة 11 أو12 ساعة يوميا حتى آخر يوم لي قبل عزلي من منصبي وكأنه مال يخص أبي. فلتتخيلوا أنكم تعملون في عمل وكأنه لأبيكم، ثم يأتي يوم ويبعدكم صاحب العمل الذي كنتم ترونه في موقع أبيكم دون أن يلقي السلام عليكم. وفي النهاية أدركت أن كل هذا ذهب هباءً”.
وأكد أنه لايتوقع أي عروض من الصحف بعد الآن، قائلا: “أظن أنه لم يبق لي مكان في هذه المهنة”.
وعلق صاطميش على قرارات حظر النشر التي تتخذها الحكومة في العديد من القضايا الشائكة التي تمسها، قائلا: “لا يُخشى من الصحافة إلا إذا كانت هناك أخطاء في الإجراءات المتبعة”. وأكد أنه على الحزب الحاكم أن يقنع كبير المستشارين لرئيس الوزراء الذي قال أن ما حدث في 17و25 ديسمبر العام الماضي هو عملية فساد وليست محاولة انقلاب بعدم وجود فساد.
وشدد الصحفي المحترف صاحب الخبرة الطويلة التي تصل إلى 33 عاما، على أن مهنة الصحافة خرجت عن قيمها الرئيسية بعدما تعرض له في الفترة الأخيرة. وأوضح أنه يؤمن بالعدالة الإلهية التي تضمن له حقه في مواجهة الظلم.
وأكد صاطميش أن عملية العزل من المناصب داخل المؤسسات الصحفية خطأ فادح، قائلا: “إن هذه الإجراءات لاتطبق فقط على الصحفيين الكبار ممن وصلوا إلى مرحلة معينة من العمر، وإنما طالت الشباب من الصحفيين أيضًا. لقد جاء إلي شاب صحفي عاطل عن العمل. وعلمت أن زوجته أيضًا عاطلة عن العمل. كنا نلاحظ هذا منذ سنوات لكن مع مرور الوقت صارت هذه الظاهرة منتشرة كثيرا”.
وتطرق صاطميش إلى طرد الصحفيين من الصحف الموالية للحزب الحاكم مؤخرا، قائلا: “هذا يعني أنه على الرغم من محاولات إرضاء فئة من الناس إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك. فأهمية الصحفي، تقاس بمدى أهمية الصحيفة التي يعمل بها. وعدد الصحف والجرائد التي تصل لعدد كبير من القراء معلوم لدى الجميع. فالصحف التي كان يعمل فيها هؤلاء لم تكن من الصحف الكبيرة فهي لاتسطيع أن تبيع أعدادها دون أن تكون موالية للحكومة. وإذا نظرنا إلى المبيعات التي تحققها تلك الصحف. نجد أنها تبيع يوميا ما بين 7 و10 آلاف نسخة فقط. فهذا العدد لا يعتبر شيئا (مقارنة بالصحف التي تبيع ما يقارب مليون نسخة يوميا). وإن لم تقوموا بعمل صحافة ذات مبادئ، إذن هناك عنصر آخر يهمكم. ففي هذه الحالة لن يكون لديكم قلق بشأن المبيعات. فالاعتماد على هذا أوذاك، وغض النظر عن خبر ما، وتسليط الأضواء على خبر آخر كثيرا لن يصل بكم إلى شيئ”.
وأوضح صاطميش أن الصحفيين المقربين من الحزب الحاكم بدأوا في التقاعد عن العمل. وأوضح أن توقع ما ستشهده الأيام في حال تغير الحزب الحاكم ليس صعبا.