إسطنبول (زمان عربي) – كشفت شخصيات عيّنها رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في مناصب عليا عندما كان يتولى رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الفترة ما بين 1994و1998 عن معلومات مثيرة للدهشة فيما يتعلق بأعمال الفساد التي وقعت في البلدية آنذاك.
ويروي الكاتب الصحفي أحمد دونماز تفاصيل مثيرة للغاية في كتابه الجديد تحت عنوان “عمولة العشرة في المئة.. من النظام العادل إلى نظام الحوض المالي” الصادر عن دار “كلاس” للنشر حيث يقول إن الفساد والحصول على حصص من العطاءات بدأ مع تولي رجب طيب أردوغان رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في عام 1994. وتم تشكيل “حوض مالي” بهدف تأسيس حكومة المستقبل (العدالة والتنمية) والوصول إلى سُدة الحكم.
وتحدث محمد أوزتورك رئيس هيئة النقل العام السابق لمراسل رئاسة الوزراء بصحيفة “زمان” التركية أحمد دونماز الذي ألّف الكتاب المذكور عن موضوع الاختلاسات والرشوة التي عرفت بـ”الحوض المالي” والتي وجدت أصداء كبيرة بين الرأي العام عقب عمليات الكشف عن أعمال الفساد والرشوة في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال أوزتورك “لو صرّحت لكم بكل ما أعلم لتسبّب ذلك في فقدان شخصيات كبيرة مناصبهم في الحكم حاليا وليس لي أن أفعل ذلك. لو تكلّمت في هذا الموضوع لأدى إلى وضع نهاية للحياة السياسية لكثير من الساسة”.
وقال علي كاراكوتش، مدير الحدائق والمتنزهات العامة عندما كان أردوغان رئيس لبلدية إسطنبول الكبرى: “لو تحدثت بما أعرفه في هذا الموضوع لقامت تركيا ولم تقعد بعدها ولاهتزّت الأرض من تحت أقدام الجميع إلا أنني فقدت ثقتي بهذا الشعب تماما، إذ إنه بات لا يكترث لشيئ قط”.
وحسب الادعاءات الموجودة في الكتاب افترق طريق عمر دينتشر وزير التربية والتعليم الأسبق مستشار أردوغان آنذاك عن أردوغان وانقطعت العلاقة بينهما بسبب هذا النظام المالي الذي اتبعه أردوغان في قضية المناقصات العامة. وشعر دينتشر بانزعاج شديد إزاء الحصول على عمولة قدرها 10 في المئة من المناقصات معتبراً أن ذلك ليس له مكان في الإسلام وليس مشروعا. الأمر الذي جعله يقطع علاقاته بأردوغان في 1996. ولم يتحد طرقه معه مجدّداً حتى تأسيس حزب العدالة والتنمية في 2001.
كان بعض رجال القضاء قاموا بالكشف عن أعمال الفساد للرأي العام في 17 ديسمبر الماضي حيث تورط فيها أربعة من وزراء بحكومة العدالة والتنمية وأبناؤهم بالإضافة إلى بعض رجال الأعمال المقربين للحكومة وأبرزهم رضا ضراب رجل الأعمال التركي من أصل إيراني.