إسطنبول (زمان عربي) – لا يمضي يوم إلا وتقدم فيه منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية على خطوة من شأنها إيهام الرأي العام بأنها أصبحت صاحبة الكلمة والقرار في جنوب شرق تركيا في ظل غياب كامل للسلطات الرسمية.
وهذه المرة أعلنت المنظمة الإرهابية، في تعميم صادر عنها، أنها ستنزل أشد العقاب على من يثبت ممارستهم الصيد في المناطق الريفية الواقعة بالقرب من مدينة تونجلي شرق تركيا.
وأوضحت المنظمة، التي دأب أتباعها على قطع الطرق الرئيسية وتفتيش المارة والسيارات، أنها حذرت مرارًا من ممارسة الصيد في المناطق الريفية والجبلية، مشددة على أنها ستتخذ بحق من يخالف قانون منع الصيد الذي أصدرته عقوبات صارمة وستقوم برميه بالرصاص بمجرد رؤيته وهو يمارس الصيد.
وأشارت المنظمة في تعميمها إلى أنه على الرغم من تحذيراتها المسبقة التي تنص على منع صيد الماعز الجبلي والحجل وغير ذلك من الحيوانات إلا أن البعض لايزال يخالف التعليمات ويمارس هواية صيد تلك الحيوانات. وأكّدت أن من سيتم ضبطه وهو يصطاد بعد صدور هذا التعميم فإنه سيعتبر عدوًّا وسيلقى عقابه باطلاق النار عليه مباشرة.
وكان الكاتب الصحفي الخبير التركي في الشؤون الأمنية والمنظمات الإرهابية أمره أوسلو كشف عن أن زعيم المنظمة الإرهابية عبد الله أوجلان، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في تركيا، يسعى من خلال مثل هذه الخطوات والمبادرات على إضفاء “صفة الشرعية والقانونية” على الواقع الفعلي المرسوم إطاره من قبله في شرق وجنوب شرق البلاد. وأكّد أن غاية أوجلان من وراء خارطة طريق السلام الداخلي التي أعدّها وسلّمها مؤخراً إلى وفد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لعرضها على الحكومة هي السعي لإعطاء ضمانات قانونية على الوضع الراهن في المنطقة التي تهيمن عليها فعلياً العمال الكردستاني بسبب فراغ السلطة في ظلّ استمرار مفاوضات السلام بين الطرفين.
وزعم أوسلو أن العمال الكردستاني يحاول من خلال هذه المبادرة التخلص من التصنيف ضمن المنظمات الإرهابية. وقال إن الحكومة ستطلق سراح أوجلان المحكوم عليه مدى الحياة في سجن جزيرة إيمرالي حاليًا. وعقّب قائلاً: “إذا كان العمال الكردستاني سيترك السلاح فليس ثمة مشكلة في إطلاق سراح أوجلان. ولكن إذا تم إطلاق سراحه ولم يتخلَّ التنظيم عن استخدام السلاح فهذه هي المشكلة بعينها”.