إسطنبول (زمان عربي) – قال الخبير التركي في الشؤون الأمنية والمنظمات الإرهابية أمره أوسلو إن هدف “مسودة التسوية” التي أعدّها زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية عبد الله أوجلان، وتتضمّن شروط حزب العمال الكردستاني لسلام داخلي محتمل هو إضفاء “صفة الشرعية والقانونية” على الواقع الفعلي المرسوم إطاره من قبله في شرق وجنوب شرق تركيا.
جاء ذلك خلال مشاركة أوسلو، وهو أحد كتاب صحيفة “طرف” التركية اليومية المعروفة بمواقفها الجريئة، خلال برنامج على قناة “سامانيولو” الفضائية الإخبارية، بعد فترة طويلة من غيابه عن الشاشات إذ فجر خلاله ادعاءات مدويّة بشأن مفاوضات السلام الداخلي التي أطلقتها حكومة حزب العدالة والتنمية مع العمال الكردستاني بهدف القضاء نهائيًا على الإرهاب.
وأكّد أوسلو، الذي يعمل حاليا في مركز الديمقراطية والعلاقات الدولية بجامعة فيرجينيا الدولية في الولايات المتحدة، أن غاية الزعيم الإرهابي أوجلان من وراء خارطة طريق السلام الداخلي التي أعدّها وسلّمها مؤخراً إلى وفد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لعرضها على الحكومة هي السعي لإعطاء ضمانات قانونية على الوضع الراهن في المنطقة التي تهيمن عليها فعلياً العمال الكردستاني بسبب فراغ السلطة في ظلّ استمرار مفاوضات السلام بين الطرفين.
وذكر أوسلو أن تنظيم العمال الكردستاني يتخذ للمرة الأولى في تاريخه قراراً بوقف إطلاق النار والإقلاع عن العمليات الإرهابية فعليا مع الجمهورية التركية. ولفت إلى أن خطوة أوجلان الأخيرة حملة تهدف إلى اكتساب المشروعية والرسمية والحصول على ضمانات قانونية في ظل واقع سيطرة التنظيم على المنطقة.
وزعم أوسلو أن العمال الكردستاني يحاول من خلال هذه المبادرة التخلص من التصنيف ضمن المنظمات الإرهابية. وأضاف “إنه يريد حذف اسمه من قوائم الإرهاب الدولية والحكومة تقدم دعما كبيرًا لتحقيق هذا المطلب”، على حد قوله.
وقال أوسلو إن الحكومة ستطلق سراح أوجلان المحكوم عليه مدى الحياة في سجن جزيرة إيمرالي حاليًا. وتابعت “إن الحكومة وعدت أوجلان وستقوم بإخلاء سبيله، لذلك نرى أن السلطات تستغل كل فرصة لتمهيد الأرضية لتنفيذ هذا المخطط”.
ثم عقّب أوسلو قائلاً: “إذا كان العمال الكردستاني سيترك السلاح فليس ثمة مشكلة في إطلاق سراح أوجلان. ولكن إذا تم إطلاق سراحه ولم يتخلَّ التنظيم عن استخدام السلاح فهذه هي المشكلة بعينها”.
وردًا على سؤال عن سبب عدم عودته إلى تركيا بعد خروجه منها في أعقاب ظهور فضائح الفساد والرشوة الكبرى قال أوسلو “أعيش خارج البلاد لأن الحكومة التركية حالت دون عملي في تركيا كصحفي”. وأشار إلى أنه سيعود إلى تركيا في الصيف لقضاء عطلته.