باريس (زمان عربي) – زعم الرئيس السوري بشار الأسد أن بقاءه كرئيس للدولة ليس من أولوياته. ووصف الدولة بالسفينة وأن مهمة قبطانها هي إنقاذها من الغرق.
جاء ذلك في حوار أجرته مجلة” باري ماتش” Paris Matcs الفرنسية مع الأسد تناول فيه نقاط وتعليقات مثيرة للانتباه. وزعم أن المظاهرات منذ اندلاعها في اليوم الأول كانت أعمالا إرهابية، الأمر الذي لم يجعل أمامه خيارات أخرى سوى الدفاع عن الشعب في مثل هذه المواقف.
واعترف الأسد بأن حكومته ارتكبت أخطاء في بعض الأحيان. وعلل ذلك بأنه لم يكن لديهم خيار سوى ذلك. وأضاف “لا يمكن القول بأننا ندمنا على ما فعلنا، ذلك لأننا نحارب الإرهاب منذ اليوم الأول للاحتجاجات. وهذا لا يعني بالضرورة أنه ليست هناك أخطاء، لأن الأخطاء تحدث في أي وقت. ولنتحدث بصراحة، إذا لم يكن هناك الدعم المادي الذي قدمته دولة قطر للإرهابيين، والأسلحة التي قدمتها تركيا، والدعم السياسي للغرب، لكان الوضع مختلفا تماما”.
وأفاد الأسد بأنه لايؤيد الرأي الذي يذهب إلى أن الأزمة في سوريا ستنتهي بمجرد تركه لكرسي الرئاسة. ذلك لأن رؤساء الدول لايمكنهم الرحيل أو ترك مناصبهم بسبب أعمال فوضوية.
وأردف “الرئيس في أية دولة من الدول يتم تعيينه أو انتهاء مدته وفق إجراءات قانونية. ولا يمكن لرئيس أن يأتي لسدة الحكم عن طريق أعمال فوضوية أو يتم رحيله بهذا الشكل كذلك. وإن أهم دليل على ذلك المرحلة التي جاءت فيها السياسة الفرنسية بالهجوم على الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. ماذا كانت النتيجة؟ حدثت بلبلة وأعمال شغب بمجرد رحيل القذافي. هل أصبح رحيله حلا للمشكلة؟ وهل تم إصلاح الوضع في ليبيا وحلت الديمقراطية بها؟ إن الدولة أشبه بالسفينة. فإذا ما عصفت الرياح وفرّ الركاب من السفينة، يجب أن يكون القبطان هو آخر من يغادرها. وليس العكس”.
وعقب استدلال الأسد بنموذج القذافي. وجه مراسل المجلة سؤالا: “هل هذا يعني أن القبطان مستعد للموت؟ إذ إنكم تحدثتم عن القذافي. وهل يخالجك القلق من أن تكون نهايتك مثل الرئيس العراقي السابق صدام حسين أو القذافي؟”، أجاب قائلا: “بداية أقول إن القبطان يفكر أولا في إنقاذ السفينة وليس الموت أو العيش. فلو غرقت السفينة سيموت الجميع. وإن أولوياتنا هي إنقاذ الدولة”.