إسطنبول (زمان عربي) – تناول فاروق كوسا أحد كتّاب صحيفة “عقد” (Akit) إحدى الصحف الإسلامية المتشددة الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية، في مقال له اليوم الثلاثاء، مسيرة مفاوضات السلام الداخلي التي أطلقتها الحكومة مع عبد الله أوجلان زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني PKK من أجل تسوية المسألة الكردية.
وقال كوسا إن حزب العمال الكردستاني هو الطرف الفائز دائما في مسيرة السلام الداخلي، لافتا إلى أن الحكومة مشغولة بأمور أخرى، وهي منغمسة في أعمال تفوق طاقتها ولاتستطيع أن تنظر إلى ما يحدث من حولها، مُعددا العمليات التي أطلقتها ضد الجماعات الدينية.
ومن الأمثلة التي استدل بها الكاتب على أن الحكومة انغماس الحكومة في هذه الأعمال أنها لم تنته بعدُ من حملة تصفية جميع الموظفين المنتمين للكيان الموازي في الوظائف البيروقراطية، وتعيين موظفين تابعين للدولة العميقة القديمة المعادية للإسلام والمسلمين في المناصب التي فرغت منهم.
وقال كوسا في مقاله بعنوان “إذا كان زعيم الإرهابيين (أوجلان) قائدا”، فلقد أسس تنظيم العمال الكردستاني الدولة الموازية، وإذا كانت الحكومة تسعى لجعل الجماعات الإسلامية تابعة ومخلصة للدولة، فهل عندئذ يمكن لنا أن نبحث عن نية حسنة أو نتوقع مستقبلا أفضل من خلال ذلك؟ أنا أشعر بقلق على المستقبل الإسلامي لهذا البلد.. فماذا ترون أنتم ؟”.
وتطرق إلى العمليات التي قامت بها الحكومة ضد الجماعات الدينية، مشيرا إلى بواعث القلق التي يشعر بها في هذا الموضوع.
وفيما يلي أبرز النقاط التي تطرق إليها الكاتب في مقاله:
– لم تنته الحكومة بعدُ من تأسيس نظام قانوني يعتبر جميع الأعمال والأنشطة الإسلامية جريمة إرهابية باسم “الأنشطة غير القانونية ذات المظهر القانوني”.
– لم يتم بعد منع القيام بممارسة الفعاليات والأنشطة الإسلامية بشكل تام. وفي هذا الإطار، لم يتم القضاء على أعضاء حزب التحرير الذين لم يشاركوا في أية أعمال إرهابية، ومطلبهم الوحيد هو إقامة الخلافة الإسلامية. وهم لم يقضوا حتى الآن على وقف الفرقان الذي يقوم بأنشطة إسلامية وثقافية فقط ولم ينتهوا من تأديب أتباعه، كما لم يحققوا بشكل تام ولاء وتبعية من يقومون بالأنشطة الإسلامية المخالفة لمبادئ الدولة العلمانية الكمالية.
– لقد أسس تنظيم العمال الكردستاني دولته الموازية، وإذا كانت تسعى الحكومة لجعل الجماعات الإسلامية تابعة ومخلصة للدولة، فهل عندئذ يمكن لنا أن نبحث عن نية سليمة أو مستقبل أفضل لتركيا من خلال هذه السياسة؟
– وثمة إنجاز ينتظر أن يحين دوره وهو القيام بتعديلات لـ”احتكار قوات الأمن والاستخبارات” التي ستصبح مصيبة كبيرة على المسلمين والحركات الإسلامية مستقبلا. وهناك إنجازات أخرى لم يتداولها الرأي العام وسيأتي دورها لاحقا.
أنا أشعر بقلق على المستقبل الإسلامي لهذه البلد.. فماذا ترون أنتم؟