علي أونال
قلتُ لأحد أقاربي، وكان قد تعرف على حركة الخدمة قبلي وكان متعاطفًا معها أكثر مني، لكنه أخذ الصدارة في الإساءة إليها فيما بعد في مجال البيروقراطية والسياسة كأمثاله: “أنا لا أتحدث إليكم باسم الخدمة وأنكم قد تضرونها وأنا أريد أن أمنعكم عن ذلك، بل أتحدث إليكم من أجل خلاصكم في الآخرة، فهذه الخدمة استمرت مع زوال الكثير من الأحزاب والحكومات، وكذلك ستستمر بعدنا”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]الحكومة تهاجم بكل قواها حركة الخدمة لتغطية جرائمها والانسلاخ منها ومنع الحديث عنها. وهم يريدون كذلك تدمير سلك الشرطة والمؤسسة القضائية، للتعتيم على عمليات الاختلاس والرشوة وغسل الأموال، وتأمين الأرضية المناسبة لارتكاب المزيد من أعمال الفساد، والبحث عن مبررات للأزمة الاقتصادية المحتمل حدوثها قريبًا، وتحقيق المصالحة مع منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية للنجاة من احتجاجاتها، والدخول في انتخابات العام المقبل مع تحقيق “النصر في سوريا”، والشعور بنشوة إسقاط الأسد، والظهور بمظهر الأبطال وكل ذلك قد يسير بتركيا نحو الهاوية.[/box][/one_third]فقد قال تعالى في القرآن الكريم: “ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين” ،فالفخ الذي نصبه بعض الناس للمسلمين والحق والحقيقة هو نفس الفخ الذي نصبه الله تعالى لهم وبأيديهم، فحزب العدالة والتنمية أصبح ينتهج سياسة الإساءة من غير حق ولا قانون، والافتراء والكذب بحق الخدمة وخصوصًا بعد انتخابات 2011 وبعد 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي. ولا يدركون أن كل هجمة على الخدمة يجعلها تكبر في الكيف بالخصوص وحتى في الكم كذلك، ويصفّيها أكثر ويزيدها نقاءً، ففي بداية عصر الإسلام لم تكن هناك خدمة، وفائدة غزوة” أحد” أقل من غزوة “بدر”، فغزوة بدر كانت نصرا لا مثيل له، ولم يكن أثناءها في جيش المسلمين منافق واحد، أما في غزوة أحد فقد مس المؤمنين قرح ولكن بسببها تخلصت أولى جماعات المسلمين وأقدسها في التاريخ من القاذورات التي وُجدت فيها نسبة 30% حيث تراجع 300 منافق من بين 1000 مقاتل في صفوف المؤمنين، هذه سنة الله في كل جماعة تخدم الإسلام واليوم يمتحن الله حركة الخدمة ومسلمي تركيا بالطريقة نفسها.
وكان الأستاذ فتح الله كولن قد أعرب عن قلقه إزاء حرب عالمية محتملة وانتهاج بعض السياسيين سياسة الاتحاديين لخوض الحرب، وقد يكون هذا نهاية لحزب العدالة والتنمية ولكن لن يكون هو المتضرر منها وحده وفقا لقول الله تعالى: “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار”، و”واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة”.
وهاتان الآيتان تنطبقان على الذين دعموا حزب العدالة والتنمية بحجة أن مسؤولي هذا الحزب “يسرقون ولكنهم يعملون” وكأن هذا يشير إلى اقتراب وظهور مرحلة يدفع جميع أهل تركيا فيها الثمن بسبب هذا الدعم نتيجة انخداع الناس وفقدان الذاكرة لديهم وانحلال الأخلاق.
وقد كشفت النيابة العامة وقيادة الشرطة عن الكثير من الاختلاسات والرشاوى وغسل الأموال وغيرها من مظاهر الفساد، إلا أن الحكومة تهاجم بكل قواها حركة الخدمة لتغطية جرائمها والانسلاخ منها ومنع الحديث عنها. وهم يريدون كذلك تدمير سلك الشرطة والمؤسسة القضائية، للتعتيم على عمليات الاختلاس والرشوة وغسل الأموال، وتأمين الأرضية المناسبة لارتكاب المزيد من أعمال الفساد، والبحث عن مبررات للأزمة الاقتصادية المحتمل حدوثها قريبًا، وتحقيق المصالحة مع منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية للنجاة من احتجاجاتها، والدخول في انتخابات العام المقبل مع تحقيق “النصر في سوريا”، والشعور بنشوة إسقاط الأسد، والظهور بمظهر الأبطال وكل ذلك قد يسير بتركيا نحو الهاوية. نعم، ويبدو أن أحلام رجب طيب أردوغان ، وأحلام وتمنيات أحمد داود أوغلو الذي أفلست سياسته “صفر المشاكل مع دول الجوار” لا تختلف عن أحلام الباشوات في العثمانيين الجدد أنور وطلعت وجمال.
حكومة حزب العدالة والتنمية قد تسير بتركيا نحو مغامرة دون أن تشعر بأن هناك من يترقب نتائج هذه المغامرة بفارغ الصبر في الداخل والخارج، من جانب هناك أصحاب أياد خفية جعلوا تركيا تعاني وتتفجع بتفجيرات ريحانلي وقتل المدنيين في أولودارا (ظنا بأنهم إرهابيين) وإسقاط طائرتيها من جانب سوريا، وجعلوا الحكومة تركع أمام حزب العمال الكردستاني، وهي مشغولة بمحاربة الأسد بينما هؤلاء الأشباح يتعاملون معه سرًا، ويتحدثون عنه فيما بينهم بأنه الأخ الأكبر لهم. ولهم علاقات حميمة مع إيران كذلك. ومن جانب أخر هناك انقلابيون وأصحاب أرجنيكون وحزب العمال الكردستاني الإرهابي(PKK) الذي ازدادت قوته بما فيه الكفاية ويسعى لتحقيق أهدافه بإنزال ضربة قوية مستفيدا من الأوضاع الراهنة بدلا من انتظار نتائج الهدنة التي اتّفق عليها مع الحكومة في أوسلو. ولا بد من ذكر الأسد وغيره من القوى الخارجية، والأزمة الاقتصادية المرتقبة، وكل ذلك عبارة عن وحوش صنعها حزب العدالة والتنمية بنفسه، وهذه الوحوش ستقضي على هذا الحزب. ولكن في الوقت نفسه نحن قلقون من أنها ستجعل تركيا أيضا تتلقى درسًا قاسيًا مما سيحدث.
فليحفظ الله وطننا وأمتنا من العواقب المفجعة.