أنقرة (زمان عربي) – نفى المرشح لرئاسة الجمهورية، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دميرطاش، مجددا، الادعاءات التي انتشرت حول اعتزام الأكراد دعم مرشّح حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، التي تجرى جولتها الأولى في العاشر من أغسطس/ آب المقبل.
وأكد دميرطاش ، في خطاب ألقاه في مؤتمر للإعلان عن “وثيقة الرؤية” الخاصة به فيما يتعلق بالانتخابات والمرحلة التي تليها، أن الأكراد لن يعطوا أصواتهم لأي من المرشحين الآخرين، سواء كان أردوغان أو مرشّح المعارضة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو، إذا لم يُحسم الأمر في الجولة الأولى.
وشدد دميرطاش؛ على أن العملية الانتخابية غير متكافئة وغير ديمقراطية، وأن الحزب الحاكم يحصل على دعمٍ كبير من خزانة الدولة لدعم مرشحه أردوغان في مقابل المرشحين الآخرين، مشيرًا إلى ضرورة وضع دستور جديد للبلاد.
وأعلن دميرطاش في “وثيقة الرؤية” الخاصة به، أنه من الضروري توفير “حق العبادة باللغة الأم”، مؤكدًا أهمية إلغاء هيئة الشئون الدينية، التي تخدم ما أسماه الفهم “الرسمي” للدين، وإعطاء الحرية والشرعية الدستورية لأماكن العبادة الخاصة بأصحاب المعتقدات الأخرى.
وفيما يتعلق بالعملية التعليمية؛ أكد ضرورة إلغاء دروس الدين الإجبارية التي لا تتوافق مع التوجه العلماني للدولة، بالإضافة إلى إلغاء مجلس التعليم العالي وتوسيع استقلالية الجامعات من الناحيتين الإدارية والأكاديمية.
كما وجّه دميرطاش انتقادًا لحكومة أردوغان على خلفية أحداث “جيزي بارك” في إسطنبول العام الماضي.
وفي إجابته على أسئلة الصحفيين حول ادعاءات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بوجود دولة موازية أو كيان موازٍ داخل الدولة، شدّد دميرطاش على أن من يرتكب جريمة يجب أن ينال العقاب الذي يستحقه، لكن لا يمكن معاقبة أحد لكونه متطوعاً في إحدى الجماعات.
وحول سبب عدم وجود علم الجمهورية التركية داخل قاعة المؤتمر الذي عقده، قال دميرطاش: “إن علم الجمهورية التركية يمثّلنا جميعا، وسواء أصبحتُ رئيسًا للجمهورية أم لا، فإنني سأعمل على حماية شرف هذا العلم الذي يمثّل جميع أفراد المجتمع، وأسعى لتصحيح الفهم الخاطئ عنه، ولكن، كما تعلمون، فإن هذا العلم استُخدم للتستّر على بعض الجرائم. وإن هذا لهو أكبر إهانة للعلم التركي، ونحن لم نقدم أبداً على هذا النوع من الإهانة”، على حد قوله.
وفي نهاية كلمته، وجه دميرطاش انتقادًا لأردوغان قائلاً: “إنه يردد دائمًا زعْمه بأنه يحب الخلق من أجل الخالق، ولكن اللغة التي يستخدمها لا تعتمد على الأخوّة والمساواة، وكأنه وأنصاره يظنون أن الله لم يخلق أحدًا غير أعضاء حزب العدالة والتنمية!”، على حدّ تعبيره.
وكان دميرطاش، انتقد خطاب أردوغان بكلمات شديدة اللهجة بسبب استخدامه مقولة: “لغة واحدة، وأمّة واحدة”، وقال مُخاطبًا حكومة أردوغان: “أنتم أصحاب الذهنية الإرهابيّة الحقيقيون، وأنتم أيضًا الطائفيون الانفصاليون”.
وأضاف: “أن الحكومة لو في إمكانها لجعلت العلويّ والسنيّ والتركيّ والكرديّ يذبحون ويقتلون بعضهما بعضًا، حفظنا الله”.
وتابع أن كل من يقول إنه لا يحق لأحد غيري العيش على هذه الأرض فلا ريب أنه انفصالي طائفي، قائلا:” ما زالوا يرددون في خطاباتهم: لغة واحدة وأمة واحدة، والمؤسف هو التصفيق لهم على هذه الشعارات، هل تعون وتدركون على ماذا تصفقون؟ إن شعار “لغة واحدة، وأمّة واحدة” كان شعار هتلر، وكيف لك أن تفرض على دولة بلغ تعدادها 76 مليونًا مثل هذا الشعار، إن الحقيقة إنك أنت ذو الذهنية الإرهابيّة، والانفصالي الطائفي الحقيقي هو أنت أيضا، أَلا يوجد مكان لتعدد الثقافات والأديان وتعايشها جنبًا إلى جنب في هذه الدولة؟ أَيلزم أن يقتل بعضهنا بعضًا، سيكون ذلك الحد الفاصل بيننا وبينك في انتخابات الرئاسة”.