بيروت (رويترز) – أدى الرئيس السوري بشار الأسد اليمين الدستورية لفترة ولاية جديدة مدتها سبع سنوات اليوم” الأربعاء” بعد فوزه في الانتخابات، التي أكدت إحكام قبضته على السلطة بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على الصراع في البلاد.
وأذاع التلفزيون الرسمي السوري مراسم أداء اليمين التي أقيمت في القصر الرئاسي في العاصمة دمشق.
وقال الأسد في خطاب عقب أدائه اليمين الدستورية إن الدول العربية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع “ثمنا غاليا، مضيفا أنه سيقاتل المسلحين حتى يعود “الأمان لكل بقعة في سوريا”.
وقال الأسد أمام مؤيديه في قصر الرئاسة: “قريبا سنرى الدول العربية والإقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا وسيتفهم الكثيرون منهم متأخرين ربما بعد فوات الأوان.”
وجاء في اليمين: “اقسم بالله العظيم ان احترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته وأحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته والدفاع على سلامة أرضه وأن أعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الامة العربية”
وأعلن الاسد برنامجه لفترة ولايته الجديدة التي تستمر سبعة أعوام بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي عززت قبضته على السلطة بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الصراع في البلاد.
ورفض معارضو الأسد الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران في مناطق بوسط وشمال سوريا تسيطر عليها الدولة.
ويسيطر على مناطق شاسعة من سوريا مقاتلو المعارضة ويهيمن عليهم مقاتلون اسلاميون من بينهم مقاتلو الدولة الاسلامية التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة والتي سيطرت أيضا على مناطق في العراق.
وكان الأسد المدعوم من روسيا وإيران تحدى دعوات الغرب بالتنحي جراء الصراع المندلع منذ عام 2011 مع تحول الاحتجاجات ضد حكمه إلى حرب أهلية أودت بحياة 170 ألفا على الأقل.
وقال الاسد وسط تصفيق مؤيديه من برلمانيين ووزراء وفنانين وأهالي قتلى كانوا يحملون صور ابنائهم: “انطلاقا من الرؤية السابقة للمخطط المرسوم ضد سوريا منذ الأيام الأولى للعدوان قررنا السير في مسارين متوازين: ضرب الارهاب من دون هوادة، والقيام بمصالحات محلية لمن يريد العودة عن الطريق الخاطىء. وكنا منذ البداية على قناعة تامة بأن الحلول الناجعة هي حلول سورية بحتة لا دور لغريب فيها إلا إذا كان داعما وصادقا.”
وكرر الاسد دعوته إلى “من غرر بهم إلى أن يلقوا السلاح لاننا لن نتوقف عن محاربة الارهاب وضربه اينما كان حتى نعيد الامان الى كل بقعة من سوريا.”
وأضاف: “لا يهمنا من خرج خائنا أو عميلا أو فاسدا فقد نظفت البلاد نفسها من هؤلاء ولم يعد لهم لا مكان ولا مكانة لدى السوريين، أما من ينتظر انتهاء الحرب من الخارج فهو واهم فالحل السياسي كما يسمى اصطلاحا يبنى على المصالحات الداخلية التي اثبتت فعاليتها في اكثر من مكان.
ووصف الحرب في سوريا بانها “عدوان من الخارج بأدوات داخلية فاستخدامهم لمصطلح الحرب الاهلية لوصف ما يحصل في سوريا” ما هو الا محاولة لاعطاء الارهابيين غطاء شرعيا.”
وقال: “لا يمكن أن يكون لدينا حرب األية وانقسام حقيقي والجيش موحد والمؤسسات موحدة والشارع موحد والناس مع بعضها في السوق وفي المطاعم.. الاماكن. هذا عبارة عن وهم.”
وأضاف: “عندما تحدثت عن خط الزلازل الذي يمر بسوريا وقلت ان المساس بهذا الخط سوف يؤدي لزلازل لن تتوقف ارتداداتها في سوريا ولا عند الجوار بل ستذهب الى مناطق بعيدة اعتبروا ان الرئيس السوري يهدد لمجرد التهديد.”
وتابع: “أليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وطبعا في سوريا وفي كل الدول الذي اصابها داء الربيع المزيف من دون استثناء الدليل الحسي والملموس على ما حذرنا منه مرارا وتكرارا، وقريبا سنرى ان الدول العربية والاقليمية والغربية التي دعمت الإرهاب ستدفع هي الأخرى ثمنا غاليا وسيتفهم الكثيرون منهم متأخرين وربما بعد فوات الاوان ان المعركة التي يخوضها الشعب السوري دفاعا عن وطنه تتجاوز ساحاتها حدود الوطن الى الدفاع عن الكثير من الشعوب الاخرى التي التي ستتعرض عاجلا أم اجلا لنفس الارهاب نتيجة قصور الرؤية لدى سياسييهم وجهلهم المطبق بمصالح بلدانهم.”