إسطنبول (زمان عربي) – بعد أن وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان شبكتي “أرجينيكون” و”المطرقة” بأنهما كانتا محاولتين للانقلاب على حكومته والإطاحة بها، قائلا “إننا مَن كافحنا هذه المنظمات الانقلابية”، ثم تراجع عن هذا الوصف بعد تحقيقات الفساد والرشوة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عاد مرة أخرى خلال المؤتمر الذي عقده يوم” الجمعة الماضي” لإطلاق حملته لانتخابات الرئاسة لوصفهما بالمؤامرة..
ووقع أردوغان في ارتباك شديد، فهو من وصف هذه القضايا في السابق بالمؤامرة ومحاولة الانقلاب على حكومته، وهو نفسه الذي اعترف بأن حكومته، التي كانت هدفا لهذه التنظيمات، هي التي أخلت سبيل المتهمين في هذه القضايا، بعد بدء تحقيقات الفساد في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتعديلات التي أدخلتها على نظام القضاء والأمن ، وكان ينتظر منهم الشكر، ثم مالبث وعاد مرة ثالثة ليتهمهم بتدبير مؤامرة.
وعلى الرغم من أن يالتشين أكدوغان”، كبير مستشاري أردوغان، زعم بعد بدء تحقيقات الفساد والرشوة أن ما يسمونه بـ” الكيان الموازي”، دبّر مؤامرة ضد الجيش الوطني، في إشارة منه إلى قضيتي شبكة “أرجينيكون” و”المطرقة” الانقلابيتين، أي ضد الضباط والجنرالات المتهمين في إطارهما، خلافا لما أعلنه أردوغان بأنهم هم من حاسبوا هؤلاء الضباط والجنرالات الانقلابيين!
وقال أردوغان: “لقد وقفنا صامدين أمام كل محاولات الانقلاب والمؤامرات على مدى 12 عاما، وحاربنا شتى العصابات، وقضينا على الذين سعوا وخططوا للقيام بانقلابات، فقد حاولوا أن يحمّلونا مسؤوليّة الاعتداء التي وقعت على مجلس الدولة، وأرادوا أن يسقطوا حكومتنا بمؤامرات ومكائد تهدد الاقتصاد والديمقراطية، كما هددوا أعضاء حزبنا أكثر من مرّة، وتعرض الحزب لمحاولات إغلاق”.
تصريحات أردوغان وضعته في مأزق وموقف حرج، إذ بدأ الرأي العام يتساءل “هل هذا هو قراركم الأخير حول قضيتي “أرجنيكون” و”المطرقة”، أم هناك احتمالية العدول عنه مرة أخرى، بعد أن اعتبرهما مؤامرة ضد حكومته “قبل بدء تحقيقات الفساد”، ثم رآهما فخّاً منصوباً من قبل مايسميه بالدولة الموازية لإيداع ضباط وجنرالات الجيش الوطني في السجن، “بعد بدء تحقيقات الفساد”، ثم عاد ووصفهما مرة أخرى بالمؤامرة، “قبيل الانتخابات الرئاسية”، أملاً في الحصول على دعم الناخبين؟!