جناق قلعة (تركيا) (زمان عربي) – بدأت أعمال ترميم معبد “أبولو” الإغريقي الشهير عالميا، الواقع في ولاية جنق قلعة، غرب تركيا، وفق هيكل البناء الأصلي، الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام، وسط تحذيرات من بعض الخبراء من أخطاء خطيرة في عملية الترميم.
وذكرت صحيفة “راديكال” التركية أن أعمال ترميم أحد جدران المعبد لا تزال مستمرة، بينما تم الانتهاء من إعادة بناء درج السلم بالقوالب الحجرية المصنوعة من الأسمنت الأبيض مع صبّ بودرة الرخام عليها، كما تجري حاليا عملية خراطة أحجار الأعمدة وتيجانها الحجرية بعيداً عن الموقع الأثري، لتأخذ شكلها وتصميمها الأثري، ومن المتوقع أن تنتهي قريباً إعادةُ بناء قسم من المعبد على شكله الأصلي.
وكان قد تم الكشف عن المعبد للمرة الأولى عام 1785، وتبع ذلك أول عملية حفر وتنقيب في عام1861، ثم انطلقت في عام 1980 عمليات الحفر والتنقيب والبحث والترميم، التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
وقال رئيس ورشة العمل الأثرية الدكتور جوشكون أوزجونال إن ما يقومون به هو عبارة عن عملية ترميم فقط، وإنهم يبذلون ما في وسعهم بالتعاون مع وفد من المهندسين المعماريين من أجل الانتهاء من المشروع على أكمل وجه وفي أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أنهم ينحتون في الوقت الراهن الرسومات على التيجان الحجرية، وتوقع أن يوضع أول عمود في مكانه أواخر شهر يوليو / تموز الجاري.
وأضاف أنه على الرغم من مصادقة السلطات التركية المعنية على مشروع الترميم، إلا أن علماء الأثار والترميم يراقبون تطورات العمل في ذهول وحيرة، إذ لدى الجميع إحساس بالفضول لمعرفة المعيار الذي اعتمدت عليه وزارة السياحة والثقافة في السماح بمثل هذا المشروع، ذلك لأن تركيا طرف في معاهدة البندقية المتعلقة بشروط ترميم المواقع الأثرية، والبعض يزعم أن تنفيذ هذا المشروع مخالف للمعاهدة.
من جهة أخرى، ذكر الخبراء في متحف جناق قلعة الوطني أنه سيتم نصب 6 أعمدة في المعبد، لكن استخدام الأحجار لدرج السلم لن يكون متطابقاً مع الحسابات الهندسية الأصلية لبناء المعبد، ما يتطلّب العمل بطريقة أكثر دقة، لأن ارتفاع المعبد هو 26 متراً وهذا يعني أن هناك وزناً ثقيلاً يجب أن تتحمله أساسات المعبد وقواعده.
وتابع الخبراء أن 80% من الواجهة الأمامية للمعبد هي من مواد أصلية غير مصنعة حديثاً، والمعبد هو ثالث أكبر معبد في العالم، فضلا عن أن الرسومات المنقوشة على الجدران تتحدّث عن ملحمة” حصان طروادة” الشهيرة التي دارت في هذه المنطقة، وليست لها أي نسخة أخرى في العالم”.
وشدد الخبراء على أن أكبر مشكلة تواجههم في عملية الترميم هي بدء العملية وتنفيذ المشروع دون المناقشة بالقدر الكافي مع علماء الآثار وخبراء الهندسة المعمارية.