إسطنبول(زمان عربي) – قال البروفسيور نوزاد طارهان، أحد أبرز الأطباء النفسانيين في تركيا، إن التصرّفات التي أقدمت عليها حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، في الفترة الأخيرة، أضرّت كثيراً بالتدين وغيرت نظرة العالم إلى الملتزمين والمتدينين.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] طارهان: الفترة الأخيرة شهدت ظهور بعض المتدينين الذين يسوّغون لأنفسهم أن يكذبوا ويفتروا ويُدبّروا مؤامرات حتى ضد المقربين منهم، في سبيل تحقيق أغراضهم المشبوهة، مؤكّداً أن أقوالهم المتناقضة مع أفعالهم أوجدت لدى المشاهد الخارجي شكوكاً وشبهاتٍ حول الفكرة (الإسلام) التي يتبناها هؤلاء الزاعمون بأنهم أهل التقوى.[/box][/one_third]وقال طارهان في مقابلة مع صحيفة”ملّي جازيتة” التركية التابعة لحركة “الرؤية القومية”، التي ينحدر منها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، قدم خلالها تقييما لفترة حكم أردوغان، وأفعاله المتناقضة مع أقواله، والاتهامات التي تلاحقه بالفساد والرشوة، إن تدينا سطحيا، لايتجاوز القشرة إلى جوهر الدين، بدأ يتجذّر في ذهنية الشعب التركي.
وأضاف: ” نرى المتدينين يأتون الكذب والافتراء ويتحدثون بالباطل بسهولة وكما يحلو لهم؛ فمثلًا يمكننا أن نجد شخصاً يعمل محاسبًا في إحدى مؤسسات الدولة، ثم يتركها ويؤسّس مكتبًا خاصًا به ويشتري لنفسه يختًا بقيمة 3 ملايين ليرة تركية، كما أنه من الممكن أن نجد موظفًا بإحدى مؤسسات الدولة ينشئ شركة خاصة، ولا أحد يسائله على هذا، باعتباره من الأشخاص الموثوقين والمعروفين بالتديّن”.
وأوضح طارهان أن مثل هذه الأمور بدأت تتصاعد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى الفرق الشاسع والواضح في مستوى المعيشة لبعض المسؤولين المقرّبين من الحكومة وعامة الناس.
وأشار إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يوصي بالتزام الخُلُق الجميل، وكان يصفه القرآن الكريم بـ”وإنك لعلى خلق عظيم”، محذرا من أن الاعتقاد بإمكانية وجود التديُّن مع سوء الخلق ، أخطر من ممارسة أعمال الفساد والرشوة ذاتها؛ وأن هذا ترسخ لدى البعض على خلفية الكشف عن فضيحة الفساد والرشوة الكبرى.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ] طارهان: نسبة كبيرة من الذين يصوّتون لصالح أردوغان يعلمون ويعترفون بأن أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم يسرقون، ولكنهم يسوّغون صنيعهم هذا بأنهم يعملون من أجل الوطن والمواطن وإن كانوا سارقين، وهذا هو الطامة الكبرى.[/box][/one_third]ولفت البروفيسور طارهان إلى أن فضيحة الفساد والرشوة التي أزيح الستار عنها في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والاتهامات التي تلاحق أردوغان، وعددًا من رجال حكومته، أضرّت بصورة المتدينين والنظرة العامة للمسلمين، وأن الهجوم المستمر من قبل أردوغان على الجماعات الإسلامية والدينية غيّر نظرة العالم للإسلام.
ونوّه طارهان إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ظهور بعض المتدينين الذين يسوّغون لأنفسهم أن يكذبوا ويفتروا ويُدبّروا مؤامرات حتى ضد المقربين منهم، في سبيل تحقيق أغراضهم المشبوهة، مؤكّداً أن أقوالهم المتناقضة مع أفعالهم أوجدت لدى المشاهد الخارجي شكوكاً وشبهاتٍ حول الفكرة (الإسلام) التي يتبناها هؤلاء الزاعمون بأنهم أهل التقوى.
وأكد أن نسبة كبيرة من الذين يصوّتون لصالح أردوغان يعلمون ويعترفون بأن أعضاء حزب العدالة والتنمية الحاكم يسرقون، ولكنهم يسوّغون صنيعهم هذا بأنهم يعملون من أجل الوطن والمواطن وإن كانوا سارقين، وهذا هو الطامة الكبرى، على حد وصفه.