كشفت تصريحات كبار المسؤولين في حكومة رجب طيب أردوغان، عن اضطراب واضح في سياسة تركيا باتجاه التطورات في العراق، وعن انفراط عِقد السياسة التركية، التي كانت تعتبر من قبل أن وحدة أراضي العراق وتأسيس دولة كرديّة من خطوطها الحمراء.
ووسط تحذيرات من بعض الدبلوماسيين الأتراك الخبراء بالشأن العراقي من أن خيار تقسيم العراق أصبح مطروحا بقوة؛ بدا أن حكومة أردوغان تخلت عن الخطوط الحمراء ، وبدأ مسؤولوها يبدون حماسهم لتأسيس دولة كرديّة، مزعم إقامتها، ويؤكدون في الوقت نفسه صعوبة حماية وحدة أراضي العراق.
ففيما يتعلق بتأسيس دولة كردية في العراق، قال حسين تشيليك، المتحدث الرسمي باسم الحكومة التركيّة، إذا انقسم العراق، فـ”كردستان” شقيقتنا”.
في السياق ذاته، قال مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجيّة التركيّة، أثناء تحليل مجريات الوضع الراهن للعراق، إننا نعتقد أن العراق بذاته هو التي سيحدد مجريات الأمور داخله، منوهًا إلى أن تركيا عَدَلتْ عن استراتيجيّة حمايتها لوحدة أراضي العراق.
وتابع: “نعتقد أنهم سيحددون مجريات الأمور داخل بلدهم، وإذا كانت هناك أيّة تغييرات، سيقررون بأنفسهم ذلك، والبرلمان العراقي يعقد اجتماعاته، ويبحث التطورات ثم سيصدر قرارًا”.
يأتي هذا بعد أن كان العديد من المسؤولين الأتراك متمسكاً، في الاجتماعات المنعقدة بشأن العراق، بوحدة أراضي العراق ووحدته السياسيّة، معربين عن رفضهم لقيام دولة كرديّة مُستقلة في شمال العراق.
ومن جانبه، حذّرَ السفير المتقاعد مراد أوزتشيليك، الذي عمل سفيرًا لتركيا في بغداد، فيما بين عامي 2009 و2011، من سياسة تركيا تجاه العراق، قائلًا إنه بات من الصعب تحقيق وحدة العراق.
وأشار أوزتشيليك خلال الاجتماع التعريفي بتقرير: “صعود العناصر المتشددة ومستقبل العراق الغامض”، الذي أعدته منظمة الأبحاث الاستراتيجيّة الدوليّة، في أنقرة، أمس، إلى أن العراق في طريقه نحو الانقسام، وبات من الصعب حماية وحدة أراضيه.
جدير بالذكر أن مسؤولي وزارة الخارجيّة التركية لم يعلّقوا على موعد إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفهم تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام (داعش) من القنصليّة التركية بمدينة الموصل منذ ثلاثة أسابيع، والبالغ عددهم 49 دبلوماسيًا، واكتفوا بالإعراب عن أملهم في أن يتم إطلاق سراحهم خلال شهر رمضان المبارك.