انعكاس الإيمان على المظهر الخارجي بشكل حقيقي
بروفيسور د. جهاد تُرك – عميد كلية العلوم الدينية في كلاريمونت / الولايات المتحدة الأمريكية
بصفتنا مسلمين أمريكيين، نعيش في الولايات المتحدة كأقلية مسلمة. وللأسف فإن صورة المسلمين هنا سلبية وسمعتهم سيئة. وهذا نابع في الأساس من عرض الإعلامي في الولايات المتحدة وسائر دول العالم لبعض الأشخاص الذين يدعون أنهم مسلمون ممن يرتكبون أعمالًا إرهابية وما شابهها من الأفعال السلبية.
وأما حركة الخدمة، التي تستلهم أفكارها من الأستاذ “فتح الله كولن”، فتعتبر بمثابة الضوء الذي ينير الطريق للمجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة. ذلك أن الحركة تركّز على خدمة المجتمع من خلال مبادرات المساعدات الإنسانية التي تقودها. وهي تولي اهتمامًا خاصًا بالدراسة العلمية والتفاعل بين الأديان والثقافات. ونحن أقلية يخطئ الكثير بالولايات المتحدة في فهمنا في أكثر الأحيان. وفي مقابل تصوير المسلمين هنا في أمريكا وسائر دول العالم بشكل خاطئ في وسائل الإعلام، فإن حركة الخدمة والأستاذ كولن يبذلان جهودًا كبيرة كي يستطيع المسلمون إيصال صوتهم بشكل مباشر ويعبروا عن أنفسهم من خلال أفكارهم. وهذه هي خدمة استثنائية نستفيد منها جميعًا.
أعتقد، بصفتي أكاديميًا ومتخصصًا في مجال التاريخ والعلوم الإسلامية، أن حركة الخدمة والأستاذ كولن يمثلان الإسلام الحقيقي بشكل ناجح للغاية.
إن النقطة التي تميز حركة الخدمة عن سائر الحركات الإسلامية – السياسية الأخرى هي كونها الضمير العام الذي يمثِّل القيم الإسلامية ومشاعر العدل ومبادئ الحقيقة والمساواة، عوضًا عن كونها تركيباً سياسياً.
بروفيسور د. صوفيا بانديا – جامعة ستيت في كاليفورنيا / الولايات المتحدة الأمريكية
يوجد حول العالم ما يزيد على ألف مؤسسة تعليمية تابعة للحركة، حتى إنه الآن ربما وصل هذا العدد إلى ألفي مؤسسة.
ولقد أتيحت لي زيارة معظم هذه المدارس بنفسي. فلديهم مدارس في مختلف دول العالم، في أثيوبيا، وماليزيا، وهونج كونج، وتايوان، واليمن وغيرها من البلدان.
فهُم يصلون إلى الطلاب الناجحين من المحرومين من الإمكانيات التعليمية، ويعملون بجد واجتهاد من أجل تقديم خدمات تعليمية عالية الجودة بتركيز كبير على العلوم والتكنولوجيا لهؤلاء الطلاب.
ولم يصادف أحدٌ عملًا وجهدًا كهذا فيما مضى. فأمامنا حركة دينية وهبت نفسها للإنسانية اسمها حركة الخدمة. وهي تدير مشروعات تعليمية دولية واسعة الانتشار للغاية، وتعتبر هذه المشروعات جزءًا من مُثلها الدينية.
إن المُثل الدينية تتحول إلى أهداف تركز على الإنسان، وهي الأهداف التي تتحول بدورها إلى أهداف تركز على التعليم. وفي نهاية المطاف تكون الحركة قد قدمت خدمات للإنسانية بأسرها.
ولذلك أرى أن كياناً كهذا، أي جماعة الخدمة، حركة دينية تستحق تقديرًا كبيرًا. وهي تنتهج مبادرة أكثر “تشاركاً” و”احتضاناً” في مواجهة مبادرة “الإقصائيين”.
كيف تخدم عقيدتك؟
بروفيسور د. أمير حسين – قانوني بجامعة لويولا ماريماونت اليسوعية والكاثوليكية في لوس أنجلوس
أنا مسلم وأكاديمي أعمل في مجال العلوم الإسلامية. وأؤمن – وإن لم أكن جزءًا من هذه الحركة – أن جماعة الخدمة تعتبر حركة موجَّهة للخدمة، كما هو واضح من اسمها. وهذا يحمل أهمية كبيرة بالنسبة لي كمسلم.
إن هذا هو لبّ المعنى الكامن وراء أن تكون مسلمًا، وهو خدمة الآخرين والعيش من أجلهم.
إن المبدأ الأول والأساسي بالنسبة للمسلمين هو عقيدة التوحيد المشروحة في القرآن الكريم، والتي تنص على أن الله واحد لا شريك له. فعلينا أن نحب الله قبل أي شيء. ثم يأتي بعد ذلك حب جيراننا. إذن، كيف نحب جيراننا؟ نحبهم عن طريق خدمتهم. ولهذا السبب أعتقد أن حركة الخدمة التي يقودها الأستاذ كولن تعتبر شيئًا استثنائيًا. وهو لا يخاطب المسلمين فقط، بل يتوجه بالخطاب لغير المسلمين على وجه الخصوص، ويقول “ها نحن وهذا ما يجب علينا فعله”.
فأنت تكافح من أجل سعادة العالم، وهو ما تفعله حركة الخدمة بالضبط. وأعتقد أن الحركة هي أفضل من يمكن أن يقول “ها نحن المسلمون” في العالم الإسلامي اليوم. وأرى أن هناك العديد من الخصائص التي تميز هذه الحركة. وأستطيع القول إن النقطة الأساسية بالنسبة لي هنا هي جهود حركة الخدمة في مجال الحوار بين الأديان، أقولها بصفتي أحد العاملين في حقل التكافل والحوار بين الأديان. فهدف الحركة يزيد عن الرغبة في الارتقاء بتركيا من أجل الإنسان التركي المسلم؛ إذ يمكننا أن نرى أنها تعمل من أجل الارتقاء بالعالم كله من أجل جميع البشر من المسلمين ومن غير المسلمين.
بروفيسور د. فيليب كلايتون – مدرسة اللاهوت في كلايرمونت / الولايات المتحدة الأمريكية
إن ما يقوم به الأستاذ كولن وحركة الخدمة هو رسم نموذج للمسلمين في مختلف بقاع العالم ليكونوا مواطنين عالميين كما يجب، ويقوموا بما يتطلّبه العيش في القرن الحادي والعشرين، بقراءة روح العصر ومواكبته، ويصبحوا مسلمين يتمتّعون بالعمق الفكري والإيماني. أعتقد أن حركة الخدمة والمدارس التي أسستها وتنوُّع ما تكتبه وتعلِّمه مهمة للغاية. ولكن الشعور بالفخر بأن تكون مسلمًا يعيش في القرن الحادي والعشرين .. أعتقد أن هذا الشعور أهم من كل شيء. في الوقت نفسه الشعور أن تكون مسلمًا شريفًا يساهم في الثقافة العالمية ولا يجد حاجةً إلى الابتعاد بأي شكل من الأشكال عن الرسول والقرآن الكريم والمبادئ الواسعة للتاريخ والفقه الإسلاميين. وما تفعله حركة الخدمة والأستاذ كولن هو تبني هذا الفهم، أي الفهم التقليدي للإسلام، وتحويله إلى وضعية تتناسب مع القرن الحادي والعشرين وتحدياته.