بعد مرور أكثر من خمسة قرون، تم الكشف عن كنز عثماني ثمين في البحر الإدرياتيكي قبالة كرواتيا، وستكون محتويات الكنز متاحة للاطلاع عليها في إسطنبول، بداية من العام المقبل.
فبعد الحريق الذي شبّ في قصر “توب كابي”، أو الباب العالي، الذي كان مركز الحكم للدولة العثمانية، في عهد السلطان مراد الثالث، أمر السلطان عام 1583 ميلادية بشراء الكثير من البضائع الثمينة لتجديد قسم الحرملك بالقصر، ليعود أبهى من سابق عهده، لكن السفينة التي كانت تحمل هذه البضائع غرقت في عرض البحر، وهي محملة بكنز لايقدر بثمن، عند مرورها بالقرب من جزيرة “كناليش” القريبة من الساحل الشرقي لدلماسيا في البحر الأدرياتيكي، في كرواتيا.
وقال رئيس المعهد التركي للآثار الغارقة تحت الماء “أوجوز آيدمير”، حسب الخبر الذي ورد في جريدة حريت التركية، إن من بين الكنوز التي تم استخراجها من حمولة السفينة صندوق حديدي يحتوي على ثلاثة وأربعين مترا من الأقمشة الحريرية المنسوجة، وزجاجيات مصنوعة في جزيرة “مورانو” الإيطالية، وعدد من الشمعدانات الفريدة.
وأضاف أن السفينة كانت تحمل مجوهرات طلبتها السلطانة “صفية” والسلطانة “نوربان”، لكن من الواضح أنه بعد غرق السفينة تم استخراجها من قبل شركة التأمين، آنذاك، ولا توجد أي معلومات عما إذا كان تم إرسالها إلى إسطنبول أم لا.
ولفت آيدمير إلى أن الآثار المستخرجة من حمولة السفينة الغارقة تنبع أهميتها وقيمتها الحقيقية من أن الدولة العثمانية كانت ممتدة في تلك الحقبة في القارات الثلاث، آسيا وإفريقيا وأوروبا، ومن المؤكد أن ما كان يوجد على ظهر السفينة كان يليق بمجد هذه الدولة آنذاك.